[center
قصة الكرم والبخل
يُحكى في قديم الزمان ، أن رجل من العرب ركب راحلته ( بعيره ) وسافر إلى أهله ، بعد زيارة قام بها إلى أحد أقاربه ، وفي طريقه إلى أهله ، أشتد عليه الجوع والعطش ، فأضطر إلى النزول عند خيمة ( بيت أهل البادية ) مرّ به في طريقه ، فاستقبلته المرأة بترحيب ، وضيفته في شق ( مكان ) الرجال ، ثم أحضرت له الطعام وعادت إلى شق النساء ، وعند انتهاء الضيف من الطعام ، سمع الحوار الذي دار بين المرأة وزوجها الذي عاد من المرعى :
الزوج : أين طعامي ؟
المرأة : لقد أتانا ضيف فقدمت الطعام له .
الزوج : ويحك أتصنعين طعامي لتقدميه إلى الضيوف ؟
وأخذ الزوج يتشاجر مع زوجته بسبب الضيف ، فأخذ الضيف راحلته ( بعيره) وأكمل سفره ، وبعد مسافة ليست بطويلة رأى خيمة ( بيت أهل البادية ) فتوقف عندها لكي يرتاح ويروي عطشه ، فقابلته زوجة صاحب البيت بوجه قبيح لم ترحب به .
وقالت له : ليس عندنا طعام يكفي للضيوف ، فنحن لا نستقبل الضيوف.
فلما أراد الضيف أن يرحل سمع صوت صاحب البيت وهو يخاطب المرأة : من القادم ؟
فقالت الزوجة : إنه ضيف .
فقام صاحب الخيمة ( بيت أهل البادية ) ورحب به وأدخله الخيمة ، ثم أخذ راحلة الضيف وذبحها . والضيف في حيرة من أمره ؟! وأمر صاحب الخيمة زوجته بأن تطبخ راحلة الضيف ( البعير ) بعد ذبحه وتقطيعه . وعند انتهاء الطبخ ، قدّم صاحب البيت الطعام إلى الضيف وبعد انتهاء الضيف من الطعام أمر صاحب البيت الراعي بأن يأتي بقطيع إبله أمام الخيمة ،
وقال للضيف : أختر اثنان من القطيع عوضاً عن بعيرك الذي ذبحناه لك.
فأخذ الضيف بدلاً عن بعيره اثنان من أفضل القطيع .
وقبل أن يكمل الضيف سفره ، ذكر لصاحب الأبل ما حدث له .
فقال : لقد مررت بأهل بيت ٍ قبلكم فاتصفت امرأة بالكرم ، وزوجها بالبخل ، ومررت بكم فاتصفت زوجتك بالبخل وأنت بالكرم ، ووصف له مكان المرأة التي اتصفت بالكرم .
فقال له صاحب الكرم مبتسماًً : إن المرأة التي قابلتك بالكرم هي أختي ، وأما زوجها البخيل فهو أخو زوجتي .
المرجع
موسوعة القصص الواقعية[/center]