الجشعمي ال ثويني المدير
عدد المساهمات : 212 تاريخ التسجيل : 15/08/2012 العمر : 36
| موضوع: ولله الاسماء الحسنى فدعوه بها الله (الجبَّارُ) تبارك وتعالى السبت سبتمبر 01, 2012 2:55 am | |
|
الجبار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولله الاسماء الحسنى فدعوه بها الله (الجبَّارُ) تبارك وتعالى
قال تعالى: {العزيز الجبار المتكبر} [الحشر: 23].
- المعنى اللغوي: الجبَّار: صيغة مبالغة من اسم الفاعل: الجابر، ويدل على عدَّة معان كمال وجلال، منها: العظيم، القوي، قال تعالى: {إن فيها قوماً جبارين} [المائدة: 22]، وعلى الطويل الذي فات يدَ المتناول، ومنه قولهم: نخلة جبَّارة، ويطلق على المتكبر المتعظم، الممتنع عن الذلِّ والقهر، من قولهم: رجل جبرية، وجبروت، أي: تكبر وعظمة، وإصلاح الشيء بضرب من القهر، ومنه جبر العظم، أي: أصلح كسره، وجبر الفقير أغناه.
- المعنى الشرعي: الله سبحانه وتعالى هو الجبَّار:
(1) الذي قهر خلقه على ما يريد، من أمر، ونهي، على مقتضى الحكمة، والعدل، ومن ذلك دينه، الذي ارتضاه لكل عبيده.
(2) وهو سبحانه الجبَّار: المصلح أمر خلقه، المصرفهم فيما فيه صلاحهم، الذي جبر مفاقرهم، فكفاهم أسباب عيشهم، ورزقهم.
(3) وهو تعالى الجبَّار: الذي يجبر ضعف الضعيف من عباده:
أ) فيجبر الكسير. ب) ويغني الفقير. جـ) وييسر على المعسر كل عسير. د) ويجبر القلوب المنكسرة من أجله، الخاضعين لجلاله وعظمته. هـ) ويجبر ضعف الأبدان، فييسر أسباب الشفاء لها. و) ويجبر عبده المؤمن بإصلاح حاله ومآله، في دينه ودنياه وآخرته، وهذا الجبر في حقيقته إصلاحٌ للعبد، ودفع جميع المكاره فيه.
(4) وهو الجبَّار سبحانه: العالي فوق خلقه، الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وعلى السلطان وأنواع التصاريف استولى.
(5) وهو المنيع الذي لا ينال، فلا يوصل إليه، ولا يدانيه شيء.
(6) وهو المتعاظم المتكبر، تقدس أن تناله النقائص، وصفات الحدث، وعن مماثلة أحدٍ، وعن أن يكون له كفوءٌ، أو ضِدٌّ، أو نِدٌّ، أو سمِيٌّ، أو شريك في خصائصه، وحقوقه.
(7) وهو الجبَّار: إذا أراد شيئًا كان كما أراد، ولم يمتنع عليه، ولم يتخلَّف كونه عن حال إرادته، فيكون فعله له كالجبر.
- جلال الجبَّار: من جلاله أنه تعالى لم يجبر أحدًا من خلقه، على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك والاختيار، قال تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} [الكهف: 29] فكونه عز وجل جبر الخلق على ما شاء من أمر أو نهي، يعني أنه شرع لهم من الدين ما ارتضاه، كما قال: {شرع لكم من الدين} [الشورى: 13].
فشرع لهم من الشرائع ما شاء، وأرسل لهم الرسل، وأمرهم بما ينفعهم، ونهاهم عن العدول عن طريقهم، فهو سبحانه وتعالى أجلُّ، وأعظم، وأقدر، أن يجبر عبده، ويكرهه على فعل ما يشاء منه.
ومن جلاله: أنه كما يجمع صفات القهر، والعلو، والعظمة، كذلك أنه يجمع صفات الرحمة، والعدل، والحكمة، والرأفة، ونزاهته عن صفات النقائص كالظلم، والجور، وكل آفة، فقهره لعباده، وجبره لهم، على ما أراد حسبما تقتضيه الحكمة، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم ينزِّه جبروته تعالى عن كل نقص، في ركوعه: ((سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة))، (فبجبروته قهر الجبابرة، وأذَلَّ الأكاسرة، وأنصف المظلومين من الظلمة، ونصر جنده على المعاندين، والكافرين، والفجرة، فكم من ظالم جبار من البشر قصم الله ظهره، وردَّ كيده في نحره)، فهو تعالى يقصم ظهور العتاة، وينكل بالجناة، ويشدد العقاب على الطغاة، وذلك بعد الإعذار والإنذار، وبعد التمكين والإمهال.
- الثمرات: إنَّ المؤمن حينما يدرك أنه تعالى الجبَّار المتصف بكمال العظمة، وكمال الرأفة، والرحمة، فإن ذلك يثمر له المحبة والاعتزاز به، والافتقار إليه، في كل حال، ولحظة، فعامل عباده بكلِّ خير وصلاح، واسترجع عند المصيبة عند نزول الأقدار، فإن الله سبحانه جابر مصيبتك في الحال، أو في المآل ((من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته، وأحسن عقابه، وجعل له خلفًا صالحًا يرضاه)).
وهذه الصفة العلية لا يجوز أن يتعاطاها أحدٌ من الخليقة، فإن مآله الهوان والذلة، قال تعالى: {كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار} [غافر]، قال صلى الله عليه وسلم: ((يخرج عنق من النار يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، وأذنان يسمع بهما، ولسان ينطق به، فيقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبارٍ عنيد..)). | |
|