ذبحوا ليلي في العراق

ذبحوا ليلي في العراق

من بحور الظلمات حل تتار جدد عديدون
من خلف الحدود جاء ابناء الملاعين،
الفجار المتفجرون غزوا العراق باسلحة الدمار من خلف الحدود،
مزقوه ضربوه بالمتفجرات وبالمنجنيق،
جيران العراق، قطعوا مياه بابل واور،
جففوا ارض الله مرضع ابراهيم الخليل،
قتلوا فيها البردي والنخيل والارجوان،
أوقفتهم ليلى في عرض الطريق،
والشر يتطاير من عيون التتار الجدد،
كانت ليلى تحمل بيد وردة (جمبد) بيضاء ذات اريج،
وباخرى سنبله قمح عسجدي جني،
تستعطف التتار الجدد وهي تقول،
لاتقتلوا العراق فهو العريق،
لكنهم شقوا بطنها بالسكاكين امام كامرات التلفزيون،
صاحت بهم ، اذبحوني ولكن،
ايها الاوغاد يا ابناء الكلاب،
لاتقتلوا العراق فهو جد عريق،
وتلقت طعناتهم كشجرة وارفة الظلال،
قرأت في عيونهم شرا مستطير،
ثم صاحت بهم يا أبناء الافاعي،
لاتقتلوا جنيني فهو بكري وهو نبض الحياة،
وهو العراق الحبيب، لكنهم بقروا بطنها وافرغوا حملها،
اماه اماه اماه، صرخ الجنين، اجابته والالم يفتت الاحشاء، لاتخف يا فلذة كبدي، ياولدي...
ستعيش الى الابد فالعراق انت وانت العراق الجليل،
ثم صاح اماه اماه اماه، واختفى في الافق البعيد،
وامعن التتار الجدد سكاكينهم في جسم ليلى مع اناشيد النصر الالهي،
ثم علقوها على جسر بغداد،
كما فعلوا من قبل بـ (حلاج) العراق، قطعوا رأسها حتى الوريد، فتدحرج الرأس وهو يهتف،
مات العراق عاش العراق الحبيب،
ثم جفت مياه الدجلة والفرات،
ومات بردي الجنوب والنخيل والارجوان،
واشتعلت ذرى جبال كردستان،
وبيعت أحرار العراق في بورصات (النخاسة) في طهران واسطنبول،
وكانت فترة ظلام دامس قاتل مقيت،
ولكن من بين القبور الدوارس،
انبثق فجر للعراق جديد،
مع كل طلوع خيط صباح،
تظهر ليلى تحت خيمة سماء العراق،
آتية من شفق الافق الأزرق البعيد،
من ذرى كردستان حتى اقصى نخيلات المربد العريق،
بثياب نقية بيضاء كقلوب الاطفال المتمازحين،
بيدها شمعة وهي تنشد بلحن سماوي شجي رقيق،
ياعراق... يالحن الخلود الابدي،
يا جنيني ياكبدي ياحبيبي... العراق،
ستبعث يا عراق حيا من جديد...
ستبعث يا عراق حيا من جديد...
ستبعث يا عراق حيا من جديد...
تورونتو - توما شماني
عضو اتحاد المؤرخين العرب