ذرية الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم
قال الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " . [ آل عمران : 33 - 34]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1- ذرية آدم عليه السلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بعد هبوط آدم وحواء عليهما السلام من الجنة ، كانت الجزيرة العربية المكان الذي احتضنهما وبعد أن تكاثر نسلهما فيها ، خرجت موجات بشرية منها إلى الأماكن القريبة كالعراق والشام ومصر ، ثم تكاثر بنو البشر بعد ذلك في المناطق التي سكنوها والمجاورة لها ، ومن ذرية آدم يأجوج ومأجوج .
قال العلامة السفاريني نقلاً عن ابن كثير : إن يأجوج ومأجوج طائفتان من الترك من ذرية آدم عليه السلام ، ثم قال : هم من ذرية نوح من سلالة يافث أبي الترك . والله أعلم .
2- ذرية نوح عليه السلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : " وجعلنا ذريته هم الباقين " ، إنهم : سام ، وحام ، ويافث . وقال وهب بن منبه : إن سام بن نوح : أبو العرب ، وفارس ، والروم ، وإن حاماً : أبو السودان ، وإن يافث : أبو الترك ويأجوج ومأجوج .
وقيل : إن القبط من ولد قوط بن حام ، وإنما كان السواد من نسل حام لأن نوحاً نام فانكشفت سوءته فرآها حام فلم يغطها ورآها سام ويافث فألقيا عليها ثوباً ، فلما استيقظ علم ما صنع حام ، وإخوته فدعا عليهم .
قال ابن إسحاق : فكانت امرأة سام بن نوح صلب ابنة بتاويل بن محويل بن حانوخ بن قين بن آدم فولدت له نفرا : أرفخشذ ، وأسود ، ولاود ، وإرم . قال : ولا أدري أإرم لأم أرفخشذ وإخوته أم لا ؟ فمن ولد لاود بن سام فارس ، وجرجان ، وطسم ، وعمليق ، وهو أبو العماليق ، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم : الكنعانيون ، والفراعنة بمصر ، وكان أهل البحرين ، وعمان منهم ويسمون جاشم . وكان منهم بنو أميم بن لاود أهل وبار بأرض الرمل ، وهي بين اليمامة والشحر ، وكانوا قد كثروا فأصابتهم نقمة من الله من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية ، وهم الذين يقال لهم : النسناس ، وكان طسم ساكني اليمامة إلى البحرين ، فكانت طسم ، والعماليق وأميم ، وجاشم قوماً عرباً لسانهم عربي ، ولحقت عبيل بيثرب قبل أن تبنى . ولحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء . وانحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلاً فنزلوا موضع الجحفة ، فأقبل سيل فاجتحفهم ، أي : أهلكهم ، فسميت الجحفة .
قال : وولد إرم بن سام عوضاً وغاثراً وحويلاً ، فولد عوض غاثراً ، وعاداً ، وعبيلاً ، وولد غاثر بن إرم ثمود وجديساً ، وكانوا عرباً يتكلمون بهذا اللسان المضري . وكانت العرب تقول لهذه الأمم ولجرهم العرب العاربة . ويقولون لبني إسماعيل العرب المعربة ، لأنهم إنما تكلموا بلسان هذه الأمم حين سكنوا بين أظهرهم . فكانت عاد : بهذا الرمل إلى حضرموت ، وكانت ثمود : بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى . ولحقت جديس بطسم ، وكانوا معهم باليمامة إلى البحرين ، واسم اليمامة إذ ذاك ( جو ) . وسكنت جاشم عمان . والنبط : من ولد نبيط بن ماش بن إرم بن سام . والفرس : بنو فارس بن تيرش بن ماسور بن سام .
قال : وولد لأرفخشذ بن سام ابنه قينان ، كان ساحراً ، وولد لقينان شالخ بن أرفخشذ من غير ذكر قينان لما ذكر من سحره . وولد لشالخ غابر ، ولغابر فالغ ، ومعناه القاسم ، لأن الأرض قسمت والألسن تبلبلت في أيامه ، وقحطان بن غابر ، فولد لقحطان يعرب ويقظان ، فنزلا اليمن ، وكان أول من سكن اليمن ، وأول من سلم عليه بأبيت اللعن . وولد لفالغ بن غابر أرغو ، وولد لأرغو ساروغ ، وولد لساروغ ناخور ، وولد لناخور تارخ ، واسمه بالعربية ( آزر ) . وولد لآزر إبراهيم عليه السلام . وولد لأرفخشذ أيضاً نمرود ، وقيل : هو نمرود بن كوش بن حام بن نوح .
قال هشام بن الكلبي : السند ، والهند بنو توقير بن يقطن بن غابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، وجرهم من ولد يقطن بن غابر . وحضرموت بن يقطن ، ويقطن هو قحطان في قول من نسبه إلى غير إسماعيل .
والبربر : من ولد ثميلاً بن مارب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لاود بن سام بن نوح ، ما خلا صنهاجة وكتامة ، فإنهما بنو فريقش بن صيفي بن سبإ .
وأما يافث فمن ولده جامر ، وموعع ، ومورك ، وبوان ، وفوبا ، وماشج ، وتيرش ، فمن ولد جامر ملوك فارس في قول ، ومن ولد تيرش الترك ، والخزر ، ومن ولد ماشج الأشبان ، ومن ولد موعع يأجوج ومأجوج ، ومن ولد بوان الصقالبة وبرجان .
والأشبان كانوا في القديم بأرض الروم قبل أن يقع بها من وقع من ولد العيص بن إسحاق وغيرهم . وقصد كل فريق من هؤلاء الثلاثة سام ، وحام ، ويافث أرضاً فسكنوها ودفعوا غيرهم عنها . ومن ولد يافث : الروم ، وهم بنو لنطى بن يونان بن يافث بن نوح .
وأما حام فولد له : كوش ، ومصرايم ، وقوط ، وكنعان ، فمن ولد كوش نمرود بن كوش . وقيل : هو من ولد سام ، وصارت بقية ولد حام بالسواحل من النوبة ، والحبشة ، والزنج ، ويقال : إن مصرايم ولد القبط والبربر . وأما قوط : فقيل إنه سار إلى الهند ، والسند فنزلها وأهلها من ولده .
وأما الكنعانيون : فلحق بعضهم بالشام ، ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها ونفوهم عنها وصار الشام لبني إسرائيل . ثم وثبت الروم على بني إسرائيل فأجلوهم عن الشام إلى العراق إلا قليلا منهم .
ثم جاءت العرب فغلبوا على الشام . وكان يقال لعاد ( عاد إرم ) ، فلما هلكوا قيل لثمود ( ثمود إرم ) قال : وزعم أهل التوراة أن أرفخشذ ولد لسام بعد أن مضى من عمر سام مائة سنة وسنتان ، وكان جميع عمر سام ستمائة سنة .
ثم ولد لأرفخشذ قينان بعد أن مضى من عمر أرفخشذ خمس وثلاثون سنة ، وكان عمره أربعمائة وثمانياً وثلاثين سنة . ثم ولد لقينان شالخ بعد أن مضى من عمره تسع وثلاثون سنة ، ولم تذكر مدة عمر قينان في الكتب لما ذكرنا من سحره . ثم ولد لشالخ غابر بعدما مضى من عمره ثلاثون سنة ، وكان عمره كله أربعمائة وثلاثاً وثلاثين سنة . ثم ولد لغابر فالغ ، وأخوه قحطان ، وكان مولد فالغ بعد الطوفان بمائة وأربعين سنة ، وكان عمره أربعمائة وأربعاً وسبعين سنة . ثم ولد لفالغ أرغو بعد ثلاثين سنة من عمر فالغ ، وكان عمره مائتين وتسعاً وثلاثين سنة . وولد لأرغو ساروغ بعدما مضى من عمره اثنتان وثلاثون سنة ، وكان عمره مائتين وتسعاً وثلاثين سنة ، وولد لساروغ ناخور بعد ثلاثين سنة من عمره ، وكان عمره كله مائتين وثلاثين سنة . ثم ولد لناخور تارخ أبو إبراهيم بعدما مضى من عمره سبع وعشرون سنة ، وكان عمره كله مائتين وثمانيا وأربعين سنة . وولد لتارخ - وهو آزر- إبراهيم عليه السلام .
وكان بين الطوفان ومولد إبراهيم ألف سنة ومائتا سنة وثلاث وستون سنة ، وذلك بعد خلق آدم بثلاثة آلاف سنة وثلاثمائة وسبع وثلاثين سنة . وولد لقحطان بن غابر يعرب ، فولد ليعرب يشجب ، فولد يشجب سبأ ، فولد سبأ حمير ، وكهلان ، وعمراً ، والأشعر ، وأنمار ، ومرا ، فولد عمرو بن سبإً عدياً ، وولد عدي لخماً ، وجذاماً .