كيف جاء الغجر الي بلاد العرب
الغجر قبائل هندية الاصل وبالتحديد من حوض نهر السند، وكانوا يعرفون بزنوج الهند بسبب بشرتهم السمراء، وكانت لهم
حلاقة وازياء خاصة ودخلت المجتمع العربي عن طريق بلاد فارس . فيحكى ان الملك الفارسي بهرام جور كان لديه مجلس يزخر بالمتع ، ولكن بلا موسيقى ، فارسل يطلب من ملك الهند (ثانغول) بعض الموسيقيين ، فارسل إليه اثني عشر الف موسيقي من الرجال والنساء ، فاعطاهم بهرام بقرا وقمحا ، وبعد ان نفد ما لديهم، شرعوا يتنقلون في البلاد يرقصون في النهار لكسب الرزق ، وفي الليل يسرقون بمساعدة حيواناتهم المدربة , وحين نزلو البلاد العربية اختاروا بطائح جنوب العراق ومستنقعاته وهذا يؤيد انهم قدمو من بلاد فارس اولا كما اسلفنا وانتشروا نحو الغرب حتى وصلوا بادية الشام ليعيشوا حياة بداوة الصحراء ، فاخذوا يربّون سلالات من الحمير وكلاب الصيد السلوقية ، وقد عرف العرب الزط قبل الإسلام إذ اختلطت قبيلة تميم بهم وجاورتهم قبيلة عبدالقيس في جنوب العراق ، وبعد مجيء الإسلام وانتشاره
عشيرة الصُليب في الشام والعراق ونجد
وتناقل الناس رواية فحواها ان عشيرة منهم بدوية تتجول في بوادي الشام والعراق ونجد ، وهذه العشيرة عرفت بالصُليب ، وافرادها كالبدو في هيئتهم ولباسهم وبعض طرائق حياتهم ، ولكنهم لا يتزوجون ولا يزوّجون إلا من عشيرتهم ، وهم يسالمون الجميع ويمتازون بالبساطة والنشاط ، ويعتمدون في معيشتهم على الصيد ويربّون قطعان الحمير البيضاء ليتاجروا بها ويتاجروا بالملح ايضا وهم أطباء البادية ، ثيابهم زاهية وحفلاتهم الراقصة كثيرة، نساؤهم يرقصن ويغنين في حضرة الغرباء على نقرات الإيقاع باصابع ذويهم ، وقد اشتهروا بقرض الشعر مديحاً وغزلاً برفقة آلة الربابة ، ويقولون إنهم من المسلمين ولا يؤدون شعائر المسلمين ، زعيمهم الكبير كان في النصف الاول من القرن العشرين في بادية العراق معروفاً بالشيخ معيذف الملقب بـ(تل اللحم) لكرمه، ولغتهم عربية خليطة بكلمات تركية وفارسية وسنسكريتية , والتكوين الجسدي لصُلَيبيون انهم نحيفو الاجسام وسيطو القامة ، شديدو السمرة، شعرهم اسود ، تغيرت حياتهم الآن بسبب انعدام الصيد وسنوات الجفاف ا
لمتوالية ، فلجاوا إلى القرى والمدن وقد امتهن معظمهم البيع.
الغجر في بلاد الشام
[
الغجر في سورية يشكل مجموعة بشرية متجانسة ، يتوزعون في المحافظات الداخلية السورية والحدود اللبنانية ـ السورية ، ويسمون بالقرباط والنور، فيما يطلق عليهم في الساحل السوري «المطاربة»، ومن المدن ، التي ينتشرون فيها دير الزور، حمص ، حماة ، وحلب ، ففي محافظة الحسكة التي تقع في اقصى الشمال الشرقي ، بجوار الحدود العراقية - التركية يعيش ما بين 2000 و 3000 عائلة غجرية ، وفي محافظة دير الزور التي تجاور الحدود العراقية تعيش نحو 1700 عائلة ، وفي محافظة الرقة يرتفع
العدد إلى الضعف تقريبا ، ومثله في محافظة حلب ، إلا ان عددهم يزداد بكثرة ملحوظة في باديتى حمص وحماه ، ففي حماه يصل عددهم إلى 4000 عائلة وربما اكثر وفي محافظة حمص وتحديدا في جورة العرايس ، ينتشرون بكثرة ، ولهم ايضا وجود في منطقة تدمر الاثرية التابعة لمحافظة حمص ، وتنتشر اعداد قليلة منهم في بقية المحافظات والمناطق . ويسكن الغجر في الغالب بجوار المدن ، لان عدد السكان يكون اكثر ، مما يدر عليهم ربحا اكبر ، خاصة لمن يمتهن التسول في الشوارع وامام المساجد ودور العبادة وفي الساحات وعند المفارق والجسور وفي الاحياء وعلى ابواب المنازل . ويتكلمون إضافة للعربية «لغة العصفورة» الخاصة بهم ، وفي لبنان يتوزع الغجر حول حزام المدن ، ولهم تسميات شبيهة بتسميات غجر سورية ، وتعود اصول شريحة واسعة منهم إلى غجر فلسطين ، الذين نزحوا عام 1948م بعد النكبة ، ورغم ان الغالبية العظمى منهم الآن مواطنون سوريون يحملون بطاقات هوية مع هذا بقي الغجر حتى الآن يعيشون في مجتمع خاص بهم ، منغلق عليهم لم ينسلخوا عن عاداتهم وطرق معيشتهم التي ورثوها عن اجدادهم انسلاخا تاما