حسين الجشعمي باحث
عدد المساهمات : 65 تاريخ التسجيل : 15/08/2012 العمر : 35 الموقع : العراق /بغداد/الاعظميه
| موضوع: لولا جشعم ال قصاب لكانت الموصل الان ضمن الحدود التركيه الجمعة أغسطس 31, 2012 4:32 am | |
| شهد العراق في تاريخ القريب شخصيات نافذة ولامعة تألقت في المساهمة ببناء الدولة العراقية منذ تأسيسها عام 1921 فكانت لهم اثار خالدة واياد كريمة حققت خدمة كبيرة للدولة العراقية الحديثة في مجالات عدة في الطلب والتعليم ومن تلك الشخصيات الدكتور عبد المجيد القصاب احد وزراء الصحة والمعارف في العهد الملكي فكان المع الوزراء وقبلها احد نواب المعارضة في البرلمان العراقي عرف عنه طبيبا ومؤلفا وخطيبا وانسانا قريبا من نفوس الناس حبيبا الى قلوبهم ولد عبد المجيد بن عبد العزيز بن محمد عبد اللطيف الجشعمي ببغداد سنة 1907 في محلة سوق حمادة وجشعم من القبائل العربية العريقة تصل بجذورها الى قبيلة لخم سكنوا مدينة (راوة) اوائل القرن السابع عشر بعدها انتقلوا الى بغداد بجانب الكرخ وكانوا يتاجرون بالاغنام والخيول والده عبد العزيز القصاب المولود سنة 1882 من رجالات العراق في العهدين العثماني والملكي تولى مناصب ادارية في العهد العثماني قائمقام لعدة اقضية عراقية وعند دخول الانكليز وتأليف الحكومة الوطنية عين قائم مقام الكوت في 17/ شباط/ 1921 ثم اصبح متصرفا (محافظا) لمدينة كربلاء ثم عين متصرفا للواء الموصل في 23 /ك2 /1924 وحاليا محافظة نينوى وقد لعب عبد العزيز القصاب دوراً كبيرا ولولاه لذهبت الموصل الى تركيا يوم كان امرها معلقا في الميزان فالترك يطالبون بها وعصبة الامم تدرس موضوعها وترسل اللجان الواحدة تلو الاخرى وبعدها قررت عصبة الامم في ايلول 1924 تعيين لجنة دولية برئاسة (ف.دي فرس سفير السويد في بوخارست وعضوية مجري وبلجيكي لتقرير وضع الموصل بذل عبد العزيز القصاب قصارى جهده لاقرار حق العراق في لوائه الشمالي ونظم مساعي اهل الموصل لهذا الغرض وقدمت اللجنة تقريرها ثم قررت بعد مباحثات طويلة ورغم المحاولات التركية ان تلحق الموصل بالعراق وكان تأييد هذا الالحاق نهائيا بمعاهدة انقرة المعقودة بين العراق وبريطانيا وتركيا في 5/حزيران/1926 حيث اعترفت الحكومة التركية بالحدود العراقية في خط بروكسيل شمالي الموصل بعدها اصبح عبد العزيز القصاب وزيرا لعدة وزارات على عهد الملك فيصل الاول في الوزارات التي الفها عبد المحسن السعدون وناجي السويدي وجميل المدفعي وقد ترك مذكراته التي دون فيها سيرته اما ولده الدكتور عبد المجيد دخل مدرسة الكرخ الابتدائية سنة1919 وعندما نشبت ثورة العشرين كان يلقي القصائد الحماسية في جامع الشيخ صندل في عام 1922 دخل ثانوية بغداد المركزية وكانت الثانوية الوحيدة في ذلك الحين في عام 1933 انتقل منها الى الموصل عندما عين والده الدكتور عبد العزيز القصاب متصرفا لها اثناء مطالبة الاتراك بها كما اوضحنا فكان عبد المجيد يقود المظاهرات المؤيدة لعروبة الموصل في عام 1926 دخل امتحان البكلوريا الاول الذي جرى في الثانوية المركزية ببغداد وبعد تخرجه بدأ بدراسة الطب واللغة الفرنسية في المعهد الطبي العربي في الجامعة السورية وذلك قبل ان تفتح كلية الطب ببغداد غادر الى فرنسا واكمل الدراسة الطبية فيها عام 1932 وبدأ يعمل بالسياسة العربية باتصالاته برجال العرب في اوربا وخاصة بالامير شكيب ارسلان الذي يصدر مجلة الامة العربية في جنيف والف جمعية الطلاب العرب لاول مرة في تلك الجامعة وانتخب رئيسا لها من عام 1932 ـ 1934 بعدها عاد الى العراق وعين طبيبا في العيادة الخارجية للمستشفى الملكي في عام 1935 كان الدكتور عبد المجيد القصاب من بين مؤسسي نادي المثنى كما اوفده النادي الى دمشق لتمثيله في حفلات تأبين عبد الرزاق الدندشي رئيس عصبة العمل القومي في عام 1936 عين وكيلا لمدير مسشتفى العزل للامراض السارية في جانب الكرخ (مستشفى الكرامة حاليا) في عام 1938 عين مساعدا لمدير المستشفى الملكي التعليمي ومساعد استاذ في كلية الطب وفي عام 1939 اوفد الى مصر للاطلاع على الاساليب العملية لمكافحة الامراض المتوطنة انتخب الدكتور عبد المجيد القصاب مساعدا لعميد كلية الطب سنة 1940 وانتخب عضوا في عدد من اللجان الادارية والفنية في مديرية الصحة ووزارة الداخلية والى هذه السنة لم يعرف عنه انه اشتغل بالسياسة حتى عام 1943 استدعى لدورة ضباط الاحتياط وتخرج منها و انتخب عضوا في مجلس انضباط وزارة الداخلية في عام 1945 تطوع لنجدة دمشق عندما ضربها الفرنسيون بالمدافع من جبل قاسيون في سنة 1947 بدأ اشتغاله السياسة الداخلية بعد ان اعتزل والده عبد العزيز القصاب الحياة السياسية في تلك السنة وذلك بانتخابه في البرلمان العراقي واول نيابته كانت عن مدينة الاعظمية وفي دورة ثانية انتخب عن منطقة الكرادة في نيابته بدأ خطبه السياسية عند افتتاح مجلس النواب هاجم وزارة صالح جبر هجوما عنيفا ناقدا سياسته الداخلية والخارجية والمعاهدة البريطانية في عام 1948 قاد مظاهرات الجسر ضد معاهدة بورت سمرث في عام 1952 استوزر عبد المجيد القصاب كاول طبيب وزيرا للصحة وفي عام 1953 عين وزيرا للمعارف وفي 1954 عين وزيرا للصحة مرة ثانية. اما اعماله في وزارة الصحة، تعديله لقوانين الوزارة وانظمتها التي لم ينلها تعديل منذ عهد الاحتلال البريطاني للعراق كما عدل انظمة كلية الطب والصيدلة والمدارس الصحية وفتح دورات للممرضين والممرضات ومفتشي الصحة ودورات لتجديد معلومات الموظفين وعدل انظمة مديريات صحة بغداد ومما يذكر له بالخير هو تأسيسه لكلية طب الاسنان بعد تغلبه على المعارضة الشديدة التي جوبه بها من قبل المسؤولين السياسيين بحجة عدم توفر الامكانيات ولم يقف الى جانبه سوى الاساتذة العراقيين والدكتور عبد المجيد القصاب هو الواضع لنظام الخفارات الاهلية للاطباء وهو مؤسس الاختصاص الطبي للاطباء ومؤسس نظام زيارات الاطباء الاختصاصيين للارياف المجاورة للمدن واول من راقب سلوك الاطباء ودوامهم ومعاملاتهم للمرضى فعاقب عددا منهم واعلن اسماءهم في الصحف واذاعها في اذاعة بغداد وكافأ الاطباء الجيدين واعلن عن اسمائهم وهو الذي شجع على تأسيس نقابة الاطباء وساهم في وضع قانونها وصادق عليه في وزارته ومساعد كثيرا من الاطباء على السفر الى اوربا واميركا للاختصاص وهو اول من اعتمد نظام افضلية درجات الامتحان في توزيع الاطباء المتخرجين الجدد على العاصمة والمدن الاخرى كلا حسب درجاته فقضى على المحسوبية والمنسوبية في التعيينات اما في وزارة المعارف عام 1953 فقد اشترط لقبولها شرطين هما تأسيس الجامعة العراقية وارجاع المفصولين من الطلاب والمعلمين اما الشرط الاول فقد جابه من اجله مقاومة عنيفة من قبل رجال السياسة بحجة قلة الامكانيات الفنية والعلمية والابنية والمختبرات وخوفا من ازدياد نشاط الطلاب السياسي عند تجمعهم تحت لواء الجامعة ولكنه تمكن بصبره وبمساعدة الدكتور فاضل الجمالي ورؤساء جامعات القاهرة وبيروت سن قانون جامعة بغداد وتقديمه لمجلس الامة عام 1953 ومصادقة لجنة المعارف عليه فكانت نشاطات الدكتور عبد المجيد القصاب في وزارة المعارف اكثر مما كان وزيرا للصحة عين مديرا عاما للادارة والامور الفنية والتعليم العالي والتعليم الثانوي والتعليم الابتدائي ومديرا للتعليم المهني والفني وللبعثات ووسع الاقسام الداخلية لقبول جميع الطلاب الوافدين من الخارج واجر لهم بيوتا لإيوائهم واولى التعليم المهني عناية خاصة فعادل شهادة ثانوية الصناعة بالشهادة الاعدادية واول من اسس نظام الهويات للطالب وحصل لهم على تخفيضات في المحلات العامة والنقل ووجد البسة الطلاب والطالبات واول من استخدم طلاب الكليات الفقراء في تدريس الاميين في المدارس المسائية لقاء مخصصات معينة لمساعدتهم وشجع سفر طلاب المدارس الابتدائية داخل العراق وطلاب الكليات للسفر الى البلاد العربية بعد هذا دخل الدكتور عبد المجيد القصاب وهو في سن الخمسين الى كلية الحقوق للتزود بالمعلومات القانونية والسياسية فنجح في الدور الاول بامتياز بعد ان قدم ثلاثة بحوث الاول في نواقص الدستور العراقي والثاني في تاريخ الدبلوماسية والثالث في الاقتصاد الموجه في العراق وفتح في عيادته معرضا لوسائل الايضاح في علم الاقتصاد بعد ثورة 14/ تموز1958 اوقف في سجن بغداد المركزي ثم اطلق سراحه بعد اربعة اشهر وفي عام 1959 حددت اقامته في داره لمدة سنة ولم يقدم الى محكمة المهداوي لعدم ثبوت مايستوجب ذلك عليه وفي عام 1960 اوقف ثانية بتهمة التحريض على حكم الزعيم عبد الكريم قاسم ثم اطلق سراحه بعدها زاول مهنته في عيادته وكان طبيبا ناجحا تغص عيادته بالمراجعين ساعد الفقراء كثيرا ويحتفظ باربع اضابير ضخمة تحتوي على اسماء المرضى الذين يعالجون في عيادته مجانا وكان الكثير من الاطباء في بغداد وبعض المحافظات لهم يوم او يومين لمعالجة المرضى مجانا في عياداتهم انذاك حتى انقرضت هذه المهمة الانسانية الان. للدكتور عبد المجيد القصاب ابحاث كثيرة منشورة في الادب والاجتماع والسياسة والطب وله كتاب لمحات دبلوماسية يذكر الاديب الكبير جعفر الخليل في مقدمة له في كتاب لمحات دبلوماسية للدكتور عبد المجيد القصاب فيقول كان بيت القصاب مفتوح بابه على مصراعيه للضيوف والزائرين في الكثير من الايام وعلى الاخص في كل مساء جمعة من كل اسبوع الى مايقارب من منتصف الليل فالبيت عبارة عن مضيف ومنتدى يحضره رهط من اهل الفضل والادب والمعرفة منهم الشخصيات العربية المقيمة في العراق من السفراء والخبراء ومن الزائرين لبغداد وقد عرفت -والقول للاديب الخليل- جمهور كبير من الاعلام العرب ببيت الدكتور عبد المجيد القصاب واقيمت للكثير منهم حفلات تكريم منهم الدكتور زكي مبارك وعزيز اباظة والزعيم المغربي علال الفاسي والدكتور عبد الهادي التازي واللبناني السياسي المخضرم كاظم الصلح وفوزي القاوقجي وغيرهما فكان بيت الدكتور عبد المجيد القصاب اسمى بيوت المجد في بغداد. | |
|