الجشعمي ال ثويني المدير
عدد المساهمات : 212 تاريخ التسجيل : 15/08/2012 العمر : 36
| موضوع: هذا هو العراق. السبت سبتمبر 01, 2012 6:44 am | |
| إ.د. أبو ليث الرفاعي
بغدادُ مَنْ إذا أصابكِ ضيمٌ ينامُ
سويَ عملاءٍ للأجنبي هُمُ خـُــــدَّامُ
ومَن لخيرِ فضلكِ بحقده ِيجحدُ
غيرَ مَن أصلهُ خُضرَ الدَّمَنْ لا يُلامُ
وأنتِ للعالمينَ كنتِ منارةَ عِلمٍ
شعاعُ حضارتِـكِ يتَّـقِـدُ, سَناؤهُ عامُّ
و للسلامِ أنتِ مثابــــةٌ وسكنٌ
إنْ عَرفَ الآخرون ما هُــــو السلامُ
شيَّدكِ المنصورُ, بكِ كانَ مُفاخِرًا
وأعـــزَّكِ الرشيدُ, بـكِ العــالَمُ هيَّامُ
فيكِ لآل البيتِ أحــــــفادٌ كرامٌ
الكاظــــمُ المعروفُ بعلمهِ, لا كلامُ
والكيلاني الصوفيِ ,غزيرُ العلمِ
للمستضعفينَ هُو سندٌ في عَملهِ همَّامُ
والسيدُ سلطانُ علي والدُ احمدٍ
الرفاعي الموصوفُ بالــــورعِ لايَنامُ
وأنتِ البصرةُ الفيحاءُ إبن الخطاب
مصَّركِ وأعزَّكَ قومُـــــــــهُ إلَيْكِ المقامُ
لجيشِ المسلمــــينَ كنـــــتِ مثابةً
مِن ربوعــكِ للــــشرقِ أنتــشرَ الإسلامُ
للُّغـَــــــةِ وللفِقْــــهِ كنتِ مدرسةً
يأتـــــوكِ طلابُ العِلــــمِ,لعِلـــمكِ رُوَّاموا
واليومَ العراقُ بعزِّكِ مُتمِّسكً, فخـورٌ
فأنتِ ثغــــرهُ البسَّامُ حولكِ العـالَمُ حَـيَّـامُ
فمَن لا يذكرُ الفراهـِــيدي, صاحبَ
مُعْجَم ِالعــــــينِ, والبصري لفقهـِهِ يُقــامُ
كنتِ يومَ تحــــدَّى الفرسُ عراقكِ
خنساءَ العـــــربِ حــــــينَ احتدم الضَّرامُ
واليومُ تجابهينَ طــلاَّبَ ثأرٍ لئامًا
للمجوسيَّةِ أحـــفادٌ, يعاونُهـُـم ُعُملاءٌ بُهــَّامُ
لكنَّكِ تيقَّني أنَّ أبنـــاءَكِ أيقاضٌ
سيدحرونَ الفرسَ, على ظِلــمٍ لا يـَــــناموا
وأنــتِ يا موصلَ الحـــدباءِ ارضُ
تـــراثٍ, للعَــيانٍ ظاهــراً, ولآشــورٍ مقـامُ
كنتِ يومًا بوجـــهِ الفرسِ الأعاجم سَدًّا
يومَ جـــــاء نـــادرُ شاهٍ لحصــونكِ يقتحمُ
فرددتـِـــيهِ عــــلى أعقـــــابهِ صاغرًا
يجُــــرُّ أذيـــــالَ عـــارهِ وبالمَـذلَّـــةِ يُــسامُ
واليومُ شعبُكِ للتحريرِ يرفـــعُ رايــةَ
فسيوفكِ بـَــتراءٌ, ورماحُ شموخِـكِ لا تُضامُ
وللطائفيينَ في الوِحدةِ تُعطين َدرسًا
ساحــةُ الأحْرارِ في أرضكِ للعراقيين وسامُ
جموعُ عشائرِ العراقِ جاءَتـْـكِ تترى
لا طائفيةٌ تشدُّهُم,لا عُنصِريَّةٌ, للعِــراقِ ضِرغامُ
كلمَتُهُمُ واحدةٌ,صفوفُهـُـــمُ مرصُوصَـةٌ
تـُــزَمْجرُ غاضبةً ,جَعَـلتْ المُحتلَّ, ترهِقهُ أحلامُ
للعراقيين مُناديةَ,شيبًا وشبابًا, هــــبُّوا
لنــطْردَ المُحــتلَّ, والعــملاءُ يُسْقــونَ سـمٌّ زؤامُ
وأنتِ يا ذي قارَ حاضنةُ الفنِّ والوقــارْ
على أرضـكِ نشَأتْ حضاراتٌ, وللأنبـياءِ منامُ
في التاريخِ كنتِ للعنفوانِ مَثلاً وقـــــدوةً
يومَ لكسرى الفارسيِّ جَعَلْتِ فيهِ يَعْبثُ السقـامُ
لقنهُ أبناؤكِ ,مناذرةً وشيبانًا في الكرامــة
دروسًا,أنَّ العربيَّةَ مِنْ أعجَميٍّ لاتهانُ ولا تضامُ
لكنَّ الفُرسَ على الفسوقِ تـــربَّوا, لئامٌ
للكرامــــةِ يَعْــجِمُ, للشرفِ يَبْهَــمُ ,قـَـــومٌ خُصَّامُ
عِبرَ التاريخِ كانوا معَ الصهيونيةِ في
وئامٍ, وللعربِ يضمرونَ عداءً, قــَـــوْمٌ زُنَّـــامُ
وأنتِ يا ميسانُ كَمْ عانيْتِ مِنَ الفرسِ
تجــــاوزًا وخصامًا, فوقــَـفْتِ وَقفَةً بالعِزِّ تُسامُ
في القادسيتينِ كانَ شعبُكِ شعبَ طِعانٍ
ويومَ الفكَّه هبَّ أبناؤكِ مزمجرينَ فهــرب اللئامُ
ومثنى التاريخِ, في التاريخِ سجَّلها ابنُ
الحــــــارثَ الشيباني,بطــــــــلُ القادسية,هـَـمَّامُ
مُحَطِّمُ عرشِ كِسرى, المُغـْــترِّ بملكهِ
ومَــــنْ معَ بقِـــــيَّةِ الأبطالِ بهِـــمُ انتشرَ الإسلامُ
وأنتِ ياواسطٌ للـــتاريخِ سِجلُّ شرفٍ
مِن أحداثهِ يقرأُ شعــبُ العراقِ ما أجدادهُ أقامُـوا
في ربوعكِ أدَّى الرفاعيون دورَ الصالحين
قريتهُم أمُّ عُبيدَةٍ, كانتْ مدرسةً,والرِّفاعـــي إمامُ
وبابلٌ للتاريخ ِهيَ مدرسَةٌ, على أرضِها
شيُّدَتْ حَضاراتٌ وشُرِّعَتْ قوانِينٌ,العـــدلُ يقامُ
آثارُها اليومَ بعزِّها شامِخةً, تدلُّ الزائرَ
على قــــومٍ جـذورهُمُ عَربٌ جزر يــونَ كِرامُ
والنجفُ بمرقدِ جَــــــدِّنا الإمامُ عليٌّ
تشرَّفـَــــــتْ, عـــــــليهِ مِنَّا وعـــــلى آلـهِ السَّلامُ
وكربلاءُ أختُها ,لنجلهِ الحسينُ اِحْتضنتْ
ولنجلهِ أبا الفضلِ,للشهامةِ مثلٌ, للبـطولةِ ضِرغـامُ
وفي سامراءِ المُعتصِمِ المُجيبِ لنخــوةِ
العربيةِ يومَ استغاثتْـــهُ, فكانَ المجـيبُ المــقــدامُ
يرقدُ العسكريان الإمامان, حَـفيدا عليٍّ
مـِــــن خلال سلسـلةِ أئــمـَّةٍ فقهِــهُـمُ عِلــمٌ وإلهامُ
لبني العباسِ هُم عمومــــــةٌ,هاشميونَ
مِنْ بينهـــمُ أخـتارَ اللهُ رسولــهُ,هُم قـــومٌ عـِـظامُ
واليومُ بتاريخهِمُ وفقههِــمُ يعـــــــبثونَ
للمجـوسية أحــــفادٌ,زرادشتِــيَّةٌ صَلواتهُمُ تُـقـــامُ
بين الأخِ وأخيهِ وعــــمومـــــتهِ وبنيهِ
يـــــبتدعونَ عـداواتٍ,هدفهـُـمُ فرقــــةٌ وخِـــصامُ
وفي الأنبارِ عشائرٌ هي للعربِ أصولٌ
يقيمـــونَ مضايفَ عِــزٍّ وشهامةٍ, فيها المكارمُ تُقـامُ
لوحدةِ العراقِ هُمُ ضَمانٌ, وللأمَّة عنوانٌ
معَ بقيَّةِ عشائرِ الـــــعراقِ العربِـــيَّةِ سندًا منيعًا يُقامُ
وفي صلاح الدين, تكريتُ, حـــيثُ ولادةُ
الناصر صلاح الدين,بطلُ حطينَ,عنهُ يعجــزُ الكلامُ
مِن براثن الغزاةِ الصليبيين قد حرَّرَ القدسَ
تنتظرُ الـــيوم مَنْ مثلهُ,لكن حُكَّام الأمَّـةِ بالسلطةِ هِيامُ
وفي دِيالى زنبقةُ التاريخ, للتاريخِ هِيَّ مَسلَّةٌ
في الجبهةِ الشرقـــيَّةِ للفـرسِ هــي سورٌ منيعٌ يُقـــامُ
لاسودِ العراقِ عرينٌ, مِنها للفرسِ تتربَّصوا
إنْ اعـــتدوا,مِــــنَ المعـتدين تُــمْــلأ الأرضُ حُـــطامُ
وكركوكَ هي لوحـدةِ العراقِ أسوة ٌحَسَنةٌ
نسيجُ شعبِها كوَّنـهُ العـراقُ حَضارةً, للأعـداء سِهـامُ
لا تخدعهُ لعـــــبةُ المُكَـوِّناتِ عُــنصرِيًّا
ولا تمَزِّقـــــهُ طائفـيَّــــةٌ ,لـها يُــرِّوج أزلامُ وأصـنامُ
والسليمانيةُ ودهـوكٌ وارابـيل للمـوصلِ
هـُـنَّ اِمْــتــدادٌ, يجمعَــهُـــــنَّ تاريــخٌ و مُـودَّةٌ ووئـــامُ
لشمالِ العراقِ هُـــنَّ شدَّةُ وردٍ مُلــوَّنةٌ
شعبُهُـنَّ وانْ تعددتْ أصولهُ,لوحـدةِ العـراقِ صمَّـامُ
هذا هُو العراقُ عـبرَ تاريخهِ واحــــدٌ
يا أئِمَّةِ الطائفية,افهموها فإدعاءاتكم ليس لها اهتمامُ
مَنْ بذلكَ يقرُّ معترفًا حَقًّا لا بالكلامِ
ولوحدةِ العراقِ يعـــملُ,فلـــهُ مقامـهُ والاحــترامُ
ومَنْ بذلكَ يجحَدُ وبضدِّهُ يَعْـمَلُ ليرحلَ
إلى مَنْ أليهِ ينتسِبُ,لا يثرثرُ بما يزعِجُــنا كـلامُ
ولأصحاب ِالعمائمِ سوداؤها وبيضاؤها
أقولُ ناصحًا,اتقوا الله, لا تفسدَنَّ,للأولياء أنـــامُ
فإنْ للعراق تضمرونَ كُرهًا, لتاريخهِ
لا تفهمونهُ,فلتخْرجوا, ليعُـــــــمَّ أهلـــــهُ السَّلامُ
وأنتَ يا شعبَ العراقِ الأبي كُنْ فطِنًا
لا تدفَعنَّكَ للخَطيئةِ خـــــــبائثُ عَمائـــمٍ وأعجامُ
فعراقكَ للتاريخِ أوجَدهُ,عربيٌّ,للعروبةِ
جذْرُها والأصلُ,وللمخلصينَ جَـــنَّة ومَقـــــامُ
فأنا بتاريخ ِالعراقِ مُلمٌّ رضَعْتُ لبانهُ
لامَّتهِ أخْلَصْتُ, علَّمَتْني أنَّ العراقَ لـَـــها هـامُ
ولهُ أقدِّمُ مُعلـَّــــقةً وإنْ قَلَّتْ أبياتُــها
لكنَّ معانيهَا وما قصَدَتْ, يُوَضَّحُ فيها المَرامُ
ما كان العراقُ يومًاامامَ الإحداثِ قِزمًا
ترهـــبهُ عاصفاتُ زَمانِ , أو تخْدَعَهُ أوهـامُ
بل على امتدادِ التاريخِ كان منتفضًا
لامَّتهِ قائدًا وقـدوةً,يــــــومَ إليها العالَـــمُ قيامُ
هذا كلامٌ لستُ أنا بصانعهِ عاطفيًّا
أنَّما هُو حديثُ الآخرين ,مَن هُــــــمُ له فُهَّامُ
فلا تقزِّمَ نفسَكَ أيُّها العراقيُّ قُطريًّا
كما تنَظِّرُ إليكَ الشعوبيةُ, ودُعـــــــاةٌ أقـــزامُ
بل بأمَّتكَ إعْتزَّ, هِيَ للعراقِ سِياجُ عزٍّ
في كنفِها كانَ للعالمينَ منارةُ عِــــلمٍ لا يُضامُ
فالتاريخُ بذلكَ يَخْبرُنا والقرآنُ يؤكِّدُ
أنَّ العربَ لغَـــةً وحِكْمَةً ,بهِمُ القـــــرآنُ يُسامُ
تلكَ في آياتِ اللهِ وردَتْ تِباعًا وجَهْرًا
لا مكانَ لتأويلِ مَنْ ضِدِّ العرَوبةِ يلبَسهُ خِصامُ
هذا هُوَ العراقُ تشكيلةٌ رائِعةٌ يا شبابُ
يُشكِّلُ سُداها وفــــــاقٌ, ويُشكِّلُ لحْمَتُها وِئـــامُ
فالأممُ, جَعلَها اللهُ شعوبًا وقـَــــــبائِلَ
وبـَـــــينَ شعوبـِـــها الكُبرياتِ للأقــــــليَّاتِ مَقامُ
وأممُ الرسالاتِ اللهُ اجْتَباها وهُوَ أعلمُ
رسالاتُها للـــــنَّاسِ مَحَـبَّة وعَدْلُ مُساواةٍ وسَلامُ
فإنْ قدَّرَتْ الأقلياتُ للأمَّةِ حقَّها بصِدْقٍ
فمكانُها محفوظٌ ,حقوقُها مُصانةٌ ويُقدَّرُ لها مرامُ
وإنْ لســــوءِ تقْـــديرِها للأمَّـــــةِ أسَاءتْ
فأنَّ للأمَّةِ حقـَّـــها أنْ تحاسِبَ المُقـــصِّرَ ولا تُلامُ
فدينُنا الإسلامُ ,والحــــياة فيـــهِ قصاصٌ
ولغــــيرِ ديــــــنِ الإسلامِ نقـــدِّرُ ,وله مِنَّا الاحترامُ
تلك يا قارئ قصيدتي, في نبضاتِ قلبي
حِيكَتْ أبْياتُها, عَددًا وتموِّجَا ,وأنا يغمـــــرني المنامُ
فلتُسَجِّلَ قلوبـُنا على كلُّ نبضةٍ يا رِفاقْ
هذا هُــــــوَ العِــرَاقْ, والعائِــــقُ بسوءِ العِــقابِ يُسامُ
فلا حُجَّةَ لمَنْ على الوطنِ يُساوِمُ مُحْتلاًّ
للوطــــــنيَّةِ يدَّعي انتسابًا, بلْ مَنْ الجميعِ بقســوةٍ يلامُ
فالحَقُّ بشواهدهِ بَيِّنٌ والباطلُ بسوئهِ جَليًّا
ومَنْ للوطنيَّةِ يدَّعي بُطــــــولةً في الشُّبِهاتِ لا يــــنامُ
فهذا العراقُ وهذهِ أمَّتهُ ,خانهـُـــمَا حُكَّامٌ
و على الشعْبِ أجْــــمَعهِ أن يكـونَ لهـُـــمُ سـُــــــٌّ زؤامُ
فليلتَفَّ جميعُ الأحرارِ حولَ وطننا وأمتنا
أُقِيما لحِمايتِهِما سِياجًاحيثُ يَعْبثُ مندسونَ,أجانبٌ لئامُ | |
|