خديجه رضي الله عنها وزواجها من أبو هالة التميمي :
ذكرت الروايات أنها تزوجت رجلين قبل النبي زوجها الأول من قبيلة تميم العربية والآخر مخزومي قرشي , لكن الروايات اختلفت اختلافاً كبيراً في اسميهما , وأيهما تزوجها أولاً , وعدد أولادها منهم , وأسمائهم .
فقال ابن شهاب :
رجلين , الأول "تزوجت خديجة رضي الله عنها قبل النبي عتيق بن عائذ ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم " فولدت له " حارثة " ثم خلف عليها بعده " أبو هالة التميمي " وهو " بني أسيد بن عمير " فولدت له رجلاً .
وقال ابن " إسحاق " :
تزوجت وهي بكر " عتيق بن عائذ ثم هلك عنها فتزوجها " أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة أحد بني عمر بن تميم حليف بني عبد الدار , فولدت له رجلا وامرأة , . ثم هلك عنها فتزوجها رسول الله
وأبو هالة التميمي هذا زوج السيدة خديجة رضي الله عنها ينتسب إلى قبيلة تميم العربية , وذكر هشام بن محمد الكلبي نسبه بالشكل الآتي " أبو هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم " .
جاء إلى مكة في ظروف غير معروفة , وحالف بها بني عبد الدار , لكن ابن قتيبة ذكر أنه حالف بني نوفل بن عبد مناف , وهذا قول مفرد لا تؤيده الروايات .
وذكرت الروايات أنه كان ذا شرف في قومه , وحتى بعد أن نزل في مكة , ووردت رواية عن الزبير بن بكار أنه كان يقال في الجاهلية : " والله لأنت أعز من آل النباش وأشار بيده إلى دور حول المسجد فقال كانت هذه رباعهم "
وقد توفي بمكة قبل الإسلام . ولكن لم نحصل على شيء يخص أبا هالة سوى هذه المعلومات , فلم تبين لنا الروايات أين كان منزله قبل مجيئه إلى مكة , وماهي الظروف التي أجبرته على ذلك , ومتى تزوج بالسيدة خديجة رضي الله عنها , ومن زوجه منها , ولماذا تزوج في بني أسد بن عبد العزى ولم يتزوج في حلفائه بني عبد الدار , وكم بقي مع السيدة خديجة رضي الله عنها ؟
وإذا تطرقنا في الحديث عن أبنائه من السيدة خديجة رضي الله عنها فنجد اغلب الروايات تذكر هالة وهند .
- وبالنسبة لهالة بن أبي هالة :
ذكر بعض الرواة أن السيدة خديجة رضي الله عنها أنجبت لأبي هالة ولداً اسمه هالة , وهذا الابن لم يرد اسمه , إلا عند هشام بن محمد الكلبي والزبير بن بكار , أما عامة الرواة كقتادة بن دعامة والزهري وابن إسحاق والواقدي وأبي عبيدة ومصعب الزبيري لم يذكروا لها سوى هذا .
بينما أوردت مصادر أخرى عن هشام الكلبي والزبير روايات تقول إنها لم تلد له سوى هند .
- أما عن هند بن أبي هالة :
ورد ذكر هند بن أبي هالة أكثر من هالة بن أبي هالة , حيث وجدنا , وذكرت أحدله أخباراً في المصادر المختلفة , ففي رواية أنه تربى في حجر الرسول المصادر المتأخرة رواية عن أبي عبيدة في الهجرة للمدينة ذكر فيها أن عمار بن ياسر , , وهند بن أبي هالة جلسوا يتحدثون عن هجرة أمير المؤمنين وأبا رافع مولى الرسول بالمبيت على, وأمره لعلي فتذاكروا حماية أبي طالب للرسول علي بن أبي طالب , وهند بن أبا بكر بن أبي قحافة فراشه , ثم بعد ذلك قالوا : " استتبع رسول الله أبي هالة , وأمرهما أن ينتظراه بمكان عينه لهما في طريقه إلى الغار , ولبث رسول يوصي عليا
ولحق بصاحبيه فساروا معاً حتى ثم خرج رسول الله ودخل الرسول وأبو بكر إلى وصلوا إلى الغار , فرجع هند إلى مكة لما أمره النبي الغار " .
وذكر ابن الكلبي أنه شارك في معركة بدر , ومعركة أحد , ونزل في قبر بعثه لتحطيم أحد , وأورد ابن حبيب رواية تشير إلى أن الرسول حمزة بن عبد المطلب الأصنام الذي كانت تعبده قبائل ضبة وتميم وعدي وعكل وثور , واسمه شمس , وكانت سدنته بني أوس بن مخاشن من قبيلة تميم , فكسره هند بن أبي هالة وصفوان بن الحلا حل بن أوس بن مخاشن .
أما وفاته فقد اختلف فيها فلم يذكر ابن الكلبي شيئاً عنها , وقال أن ابنه هند بن هند بن أبي هالة قتل مع مصعب بن الزبير في حربه مع المختار سنة سبع وستين , وذكر أبو عبيدة والزبير بن بكار أنه مات في البصرة بالطاعون الجارف , " وذلك أنه مر بالبصرة مجتازاً فمات بها ولم يقم سوق البصرة يومئذ وقالوا : مات أخو فاطمة بنت رسول الله " وفي ذلك اليوم مات ناس كثيرين فشغل الناس بجنائزهم عن جنازة هند ولم يحملها أحد فصاحت نادبته : " وا هنداه وا ربيب رسول الله " فلم تبقى جنازة إلا تركت واحتملت جنازته على أطراف الأصابع إعظاماً لربيب بن رسول الله " .
بينما وردت عن الزبير بن بكار رواية تخالف ما تقدم مفادها أن ابنه هو الذي مات بالطاعون وليس هو .
في حين ذكرت مصادر أخرى عنه أنه قال إن هند قتل في الجمل , وأن ابنه قتل مع مصعب بن الزبير في حربه مع المختار . وكان مع الإمام علي
وذكر ابن الكلبي والزبير بن بكار أنه بعد وفاة هند بن أبي هالة انقرض عقبهم ولم يبق منهم أحد , ونقلت بعض المصادر عنه قوله : " أنا أكرم الناس بأربعة أبي رسول الله وأمي خديجة , وأختي فاطمة , وأخي القاسم " .
وروي عنه حديثاً طويلاً في وصف رسول الله
وهذه الروايات هي جملة ما وجد في المصادر من أخبار هند بن أبي هالة .
وفي آخر الحديث عن أبو هالة التميمي زوج السيدة خديجة رضي الله عنها نذكر أنه ترك لها ثروة كبيرة , وتجارة رائجة , فقامت خديجة رضي الله عنها بإدارة أموالها وتوجيهه بما أوتيت من خبرة ومعرفة ونشاط , وقد صرفت كل من تقدم لخطبتها , عازفة عن الزواج , إذ مرت بتجربتين مريرتين , واستطاعت أن تؤسس في مكة بيتاً مالياً تجارياً ضخماً , أصبح من بعد علماً عليها , تٌعرف به , وراحت قوافلها تمضي مصعدة نحو " الشام " أو هابطة شطر " اليمن "