الجشعمي ال ثويني المدير
عدد المساهمات : 212 تاريخ التسجيل : 15/08/2012 العمر : 36
| موضوع: كلامهم كان قليلا لكن أثره كبير ...مقال رائع الجمعة سبتمبر 07, 2012 7:05 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءني خاطر غريب بمناسبة انتشار التويتر وأثره الكبير على الناس على الرغم من عدم تجاوز التغريدة الواحدة 140 حرفًا إلا أن أثرها كبير وقد غيّرت عقول وسلوك الكثير، فقلت في نفسي لو كان لكل صحابي جليل حساب على التويتر فماذا عساه أن يكتب؟
ثم بدأت بالبحث في كلمات الخلفاء الراشدين الأربعة وهم من
المبشرين بالجنة فتفاجأت من نتيجة البحث والتي تفيد أن كلامهم
كان قليلًا إلا أنه مؤثر ومغيّر لمن حولهم وذلك لسببين:
الأول إخلاصهم في الكلام والعمل، والثاني الوضوح والتركيز مع قلة الكلام،
وكما قيل: الكلام الكثير ينسي بعضه بعضًا، وأردت بهذا المقال
أن أعرض عليكم بعض كلماتهم وكتبت في نهاية كل جملة عدد الأحرف
لتتأملوا تغريدات الخلفاء الراشدين وكيف أن أكثرها أقل من 140 حرفًا.
ونبدأ بتغريدات أبوبكر الصديق «رضي الله عنه» قال:
احرص على الموت توهَب لك الحياة 29،
إذا فاتك خير فأدركه وإن أدركك شر فاسبقه 41،
وأربع مَن كُن فيه كان من خيار عباد الله: من فرح بالتائب واستغفر للمذنب
ودعا المدبر وأعان المحسن 93،
أصلح نفسك يصلح لك الناس 23،
أكيس الكيس التقوى وأحمق الحمق الفجور وأصدق الصدق الأمانة
وأكذب الكذب الخيانة 76،
إن الله قرن وعده بوعيده ليكون العبد راغبًا راهبًا 47،
إن الله يرى من باطنك ما يرى من ظاهرك 36،
إن العبد إذا دخله العجب بشيء من زينة الدنيا مقته الله تعالى حتى يفارق تلك الزينة81.
أما تغريدات الفاروق عمر «رضي الله عنه»
فإنه قال: عليك بالصدق وإن قتلك 20،
قد يبلغ الصادق بصدقه ما لا يبلغه الكاذب باحتياله 50،
مَن كتم سرّه كان الخيار بيده 27،
أشقى الولاة مَن شقيت به رعيّته 29،
اتّقوا مَن تبغضه قلوبكم 22،
أعقل الناس أعذرهم للناس 23،
لا تُؤخّر عمل يومك لغدك 23،
أيها الناس احتسبوا أعمالكم فإن مَن احتسب عمله كُتب له أجر عمله وأجر حسبته 72،
أكثروا من العيال فإنّكم لا تدرون بمن تُرزقون 44. أما تغريدات عثمان بن عفان «رضي الله عنه» فإنه قال:
هم الدنيا ظلمة في القلب، وهمّ الآخرة نور في القلب 49،
مَن ترك الدنيا أحبّه الله تعالى، ومن ترك الذنوب أحبه الملائكة
وأحبه المسلمون 76،
يكفيك من الحاسد أنه يُغَم وقت سرورك 35،
يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن 38،
جدّوا ولا تغفلوا فإنه لا يغفل عنكم 35.
أما تغريدات علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» فإنه قال: من ضعف عن حفظ سره لم يقوَ على حفظ سر غيره 41،
من كثر كلامه كثر خطؤه 21،
مَن نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضي بها لنفسه
فذلك الاحمق بعينه 65،
مَن حاسب نفسه ربح 16،
لا ميراث كالأدب 15. وهذا بعض كلامهم وما زال عندي الكثير ولكن المقال
لا يتسع لكتابة كل كلماتهم، ولو كان التويتر في زمنهم لكان أثرهم كبيرًا
وعظيمًا، فالعبرة ليست بكثرة الكلام والتغريدات وإنما بمحتوى
ما يُقال ولهذا قيل الكلام كالدواء.. قليله ينفع وكثيره قاتل،
ومن الحِكم أن قلة الكلام من كمال العقل، ولكننا اليوم ابتلينا بكثرة
الكلام في السياسة والإعلام والدين والتربية ثم نشتكي
من ضعف التأثير أو انعدامه فالخطيب يكثر الكلام بالتوجيه،
والوالدان يكثران الكلام بالإرشاد، والمحطات الفضائية فيها آلاف
البرامج الوعظية والتوجيهية، والصحف والإذاعات تعمل ليل نهار،
ومناهجنا المدرسية كلها تعتمد على الكلام ومؤتمراتنا واجتماعاتنا
كلها كلام في كلام..
ونصيب العمل والقدوة قليل جدًا إن لم يكن نادرًا، ولعل من حسنات
عصر التكنولوجيا أنها خرّجت لنا جيلًا ايقاعه سريع
وكلامه قليل وعمله كثير. فليست العبرة بكثرة الكلام وإنما بنوعية الكلمة، فالزواج يتحقق بكلمة
والطلاق يتم بكلمة ومن يُرد أن يدخل للإسلام يدخل بكلمة،
وقد جمع البخاري صحيحه بعدما سمع كلمة من شيخه..
وكثير من المشاريع كانت بدايتها كلمة فلا نستهِن بالكلمة
ولكن الأصل أن تقود الكلمة للعمل
ولهذا قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
ولم يقل (وقل تكلموا) فلنتأمل ذلك. | |
|