مابين اليمامة والبصرة

عرفت اليمامة :
وعلى وجه الخصوص وادي حنيفة بأنها ومنذ العهد ما قبل الإسلام وهي مصدر من مصادر الاقتصاد والعلم حيث عرفت أنها سلت الغذاء لعموم نجد والحجاز وأنها أيضا بقعة استوطنتها ملة إبراهيم – الحنيفية – عليه السلام . كما عرفت بأنها من مواطن العرب الأقحاح مثل بنو حنيفة وبنو تميم وبنو عامر وغيرهم من السلالات العدنانية والقحطانية واستوطنها ومنذ سنة 253هـ الإشراف الحسنبون بنو الأخيضر الذين بدأ تاريخهم في اليمامة منذ ذلك العام حتى نهايته حسبما هو مدون في سجلات التاريخ .
ومعلوم عند المؤرخين أن الإعداد من أهل اليمامة ينزحون منها إلى الخليج في الشرق وإلى العراق في الشمال الشرقي وإلي الشام شمالاً وإلى مصر غرباً عبر حقب متتالية من الزمن ونجد بين هذه الموجات أفخاذا واسراً من الإشراف بني الأخيضر هم أيضا نزحوا من اليمامة إلى الخليج وإلى العراق وإلى الشام وإلى مصر تثبت ما ذكرناه المخطوطات ومشجرات أنساب الأسر وما ضبطه النسابون والمؤرخون منذ بداية القرن الرابع الهجري .
والذي أود أن أنقله إلى القارئ الكريم – ليتضح له هو أن إحدى موجات نزوح آل فضل من معكال في اليمامة إلى جهات البصرة في العراق حدثت في القرن الثامن الهجري تحديدا – ومعلوم أنه في ذلك القرن كان مع بني عامر وعائذ (ألف 1000 فارس من بني الأخيضر عن ابن عنية ومعلوم تاريخيا أن أمير العرب الذي تغلب على التتر وحكم البصرة سنة 795هـ هو مانع بن شبيب بن فضل بن علي بن الشريف سعيد بن مغامس .
الذى ذكره ابن حجر متغلبا على بن عصفور عام 700هـ أعود إلى ما ذكرته أعلاه عن النزوح من معكال إلى البصرة وقلت – ليتضح للقاريء الكريم ,.
ما ذكره (ابن عراق) في تاريخه عن الشيخ إبراهيم بن فاضل العارضي الذي وصل إلى البصرة بحدود 950هـ والذي نقل للمؤرخ ابن عراق ما يلي :
قال الشيخ إبراهيم بن فاضل العارضي الحنبلي : (إنا مهنى بن صقر بن أحمد بن يحيي بن محمد بن فاضل أن أول من وبها (أين البصرة) قديما من آل فضل الشهيرين ببيت المنتفق جدهم الأكبر مانع بن شبيب بن فضل .
وإذا علمنا أن الشيخ إبراهيم العارضي الحنبلي نقل عن مهنى بن صقر في منتصف القرن العاشر أو في النصف الأول في ذلك القرن ستة (6) رجال الأول ابن لمن سبقه تبين أن زمن النزوح من اليمامة كان في القرن الثامن بشاهد أن لكل قرن ثلاثة رجال متوالين إذا من منتصف القرن العاشر إلى منتصف القرن الثامن هو قرنان والمذكورين ستة هو ما يلزم خلال قرنين من الزمن . وعن مصدر هذه المعلومات انظر (الدراه الرياض دراسات في التاريخ والتطور العدد الثاني السنة الثلاثون 1425هـ ص 306) .
وما دام آل فضل هم أهل معكال انظر ص 314 من ذلك العدد . وأن آل سعيد من أقدم البيوت الأسرية الحاكمة في بلدة حجر اليمامة : أشار إليهم ابن فضل الله العمري (ت 749هـ) بأنهم أمراء آل يزيد وأن شيخهم محمد العليمي ؟ انظر ص 307، والفت نظير القارئ الكريم إلى أن شيخ آل يزيد أهل العارض عن العمرى وغيره من المؤرخين هو ابن مغامس وليس محمد العليمي كما جاء في ص 307 من المجلة . ولتأكيد أن أمير أل يزيد أهل العارض في النصف الاول من القرن الثامن هو ابن مغامس انظر إلى ما جاء في ص 306 من نفس المجلة هامش (94) قول كاتبه : (أشار ابن فضل العمرى ) (ت : 749هـ) إلى أن فرقه يقال لهم : (آل يزيد) وأن شيخهم ابن مغامس إذن ما جاء عن (محمد العليمي) تطبيع أو تصحيف أو تحريف لأنه لم يرد في أي مصدر أو مرجع ذكر لعلاقة محمد العليمي مع آل يزيد وكل ما جاء عنه إنه كان أميراً لبني سعيد العائدين أهل سدير والحفر .
وهنا إشارة جديرة بالتوفيق عندها ودراستها والاعتناء بها لأنها تكشف بل وتربط أخبار القرن الثامن بالقرنين التاليين له وعند تحقق ذلك ينفرج الغموض الذي ران على أخبار تلك الحقبة من الزمن ، وما يجب التوقف عنده هو : ما جاء عن الأمير عبد المحسن بن سعيد صاحب حجر والجزعة الذي ورد ذكر في قصائد ( جعيثن اليزيدي) وفي مجلة الداره أعلاه قال جعيثن اليزيدي في عبد المحسن بن سعيد امير حجر :


فعبد المحسن بن سعيد أقره ________سلام والجماعة بالمضال
هو اتقي من نزل وادي حنيفة ___________وانقي ساكنيه بكل حال
وأشرفها وأرفعها جدود __________وأعرفها بحالات الرجال
وقال أيضا :
يجارى ندى جود ابن درع جنابة _____عشية قادتنا إليه الوسائل
أخا الجود عبد المحسن اللي على القسا____ رفيع الثنا أمس لما زان باذل
فحجر على حجر عن الجود غيره ______وعنصره الزاكي كريم الشمائل
وهذه الأبيات من قصيدتين لجعيثن اليزيدي نشرهما العريفي في مجلة العرب في زمن صاحبها حمد الجاسر وقال : أن هاتين القصيدتين اشتراهما أحد الألمان من رجل من أهل الإحساء ووجدتا في مكتبات ألمانيا .
واللافت في الموضوع أمور منها :
1- كلمة (ابن) في عبد المحسن بن سعيد منسوباً إلى آل سعيد .
2- يجاري ندى جود ابن (درع) جنابة انظر الضمير في (جنابة) يعود على عبد المحسن بن سعيد وليس على ابن درع وابن درع صاحب الدرعية جواد كريم وصف الشاعر موصوفه الذي هو عبد المحسن بن سعيد بأنه يماثل كرمه وجوده كرم ابن درع الشهير في وادي حنيفة ، ويبدو أن الذي جعل عبد المحسن بن سعيد من الدروع من بني حنيفة قد التبس عليه المعني الشعري فجعل عبد المحسن من الدروع ولهذا نلتمس له العذر مستعينين بالنصوص التالية على صحة ما نراه . فأقول : إنه في زمن الشاعر يوجدفي اليمامة إشراف من بني الأخيضر وغيرهم من الحسنيين والحسينيين إذن كيف سمح الشاعر لنفسه بإيراده للنصين التاليين :
الأول : هو اشرفها وأرفعها جدود .
الثاني : وعنصره الزاكي . (انظر 308 و ص 309 من المجلة) .
إنه مع احترامي وتقدير لنسب وشرف الدروع من بني حنيفة أهل وادي حنيفة إلا أنهم لا يكونون أشرف من الأشراف ولا إزكؤ نسب منهم . واستثني القول إذا الدروع أهل وادي حنيفة من سلالة علي ابن أبي طالب وفاطمة الزهراء فالوصف ينطبق على الموصوف بدون جدل وإلى هنا ترك كثير من المفيد في ذلك العدد من مجلة دارة الملك عبد العزيز واشعار جعيثن اليزيدي حول عبد المحسن بن سعيد والدروع وأعود إلى أخبار آل مغامس في القرن العاشر في وادي حنيفة) فأقول :
1- ورد ذكر للشيخ سلطان بن ريس بن مغامس (علما نجد خلال ستة قرون) ابن بسام .
2- محمد بن مغامس أحد شهود حديقة (الكبيشية) حدود 979هـ .
3- آل فضل أهل معكال غزاهم الشريف حسن بن أبي نمى سنة 986هـ بأمر من الدولة العثمانية .
4- محمد بن عثمان بن فضل بن مغامس اخر سلاطين آل فضل كلفه الشريف حسن أبو نمي على اليمامة وكان أميرا للمنتفق في البصرة قيل امارته قي معكال .
وما دام أن محمد بن عثمان بن فضل كان أمير المنتفق والبصرة – إمارة آل شبيب للحميدان – وجعله الشريف حسن بن أبي نمي أميراً في اليمامة بصفته آخر سلاطين حكام (معكال) بعد تغلب الشريف حسن عليهم سنة 986هـ - سمط النجوم العوالي ج4 – وكان لآل فضل دولة في الحسا والقطيف - دراسة للدكتور الحميدان جامعة عين شمس –
تبين مما جاء أعلاه :
أن آل فضل هم آل مغامس وهم آل شبيب وهم حكام المنتفق والبصرة في القرن التاسع الهجري وفي القرن العاشر وأهل دولة آل فضل في الحساء والتقطيف في القرن العاشر وأهل (معكال) منذ القرن الثامن إلى أن تغلب عليهم شريف مكة حسن بن أبي نمي سنة 986هـ (نظر مجلة الداره أعلاه) .
وآل سعيد ورد في ص 307 من مجلة الدار – أشرنا إليها أعلاه – أنهم أقدم البيوت الأسرية الحاكمة في بلدة حجر اليمامة أشار إليهم ابن فضل الله العمرى بأنهم أمراء آل يزيد وأن شيخهم ابن مغامس . ووصفهم جعيثن اليزيدي بأنهم أشرف أهل المنطقة جدود عند مدحه لعبد المحسن بن سعيد .
ومما جاء في هذه النصوص أقول قولاً راجح عندي على الأقل أن مسمى أسرة آل سعيد جائهم من انتسابهم إلى جدهم الشريف سعيد بن مغامس بن سليمان صاحب أحداث سنة 700هـ مع العصفورين وعليه تصبح مسميات فروع الأسرة الكبيرة كما يلي :
أ- آل مغامس . ب- آل سعيد .
جـ- آل فضل . د- آل شبيب .
ونصت كتب التاريخ على أن الشريف سعيد بن مغامس ابن سليمان الرميثي هو من أحقاد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسن بن حماد (حميدان) بن اسماعيل بن محمد الأخيضري.
5- ابن مغامس الذي كان مسئولا في اليمامة في زمن شريف مكة زيد بن محسن في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري .
6- راشد بن مغامس بن راشد بن مانع بن راشد بن مغامس بن محمد الذي قتله براك بن غرير الحميدي شيخ قبيلة بني خالد سنة 1077هـ .
7- عليان بن حسن بن مغامس قتل في قصر أمارة الحريق سنة 1111 وهو ضيفا على ابن يوسف أمير الحريق من الوهبة من تميم وقاتلوه من الوهبة أيضا فذهب ابن يوسف إلى عثمان بن سيار أمير القصب وبقي عنده لمدة عام وفي سنة 1112هـ جاء ابن يوسف ومعه ابن سيار وقتلا اللذين قتلا ابن مغا مس وعاد ابن يوسف إلى إمارة بلده الحريق – تاريخ ابن عيسى وغيره .
8- وبعد عام 1111هـ لم نجد نصا تجدر إليه .

--------------------------------------------------------------------------------