[size=18]قال زميلي "رخيصة بتعليمة" وهو يجمع أغراضه ويستجدي الحكم ويتوسل إليه كي ينهي المباراة، دون الحاجة إلى إضافة وقت ضائع، وتجنبا لهزيمة مذلة، قد تتجاوز سقف الخسائر المسموح بها في لعبة كرة القدم، ، وحمد الله لخروج ميسي، أكبر المجرمين قبل انتهاء المباراة وهو الذي كان على أتم الاستعداد للضغط بقدمه على الدواس وإضافة أهداف أخرى كلما دعت الضرورة الكروية إلى ذلك.
تعددت التعليقات الساخرة التي رافقت مباراة الرجاء وبرشلونة، وتحولت الأهداف الثمانية التي سكنت شباك حارس الرجاء ياسين الحظ، الذي خاصمه الحظ في تلك الأمسية، إلى مادة دسمة لهواة مواقع التواصل الاجتماعي، الذين حمدوا الله على إجراء المباراة في اليوم الثامن من شهر رمضان حيث لم تتجاوز الخسارة ثمانية أهداف فقط لاغير، وتساءلوا عن حجم الهزيمة لو جرت المباراة في الأيام العشر الأخيرة من رمضان حيث يكون الأجر والثواب مضاعفا، واستغل الوداديون الهزيمة على أسوأ نحو، ونكلوا تنكيلا بخصومهم الرجاويين، وقدموا على صفحات الفايسبوك وصفة شميسة "النسر معمر بميسي"، وكشفوا عن مقادير الوصفة وهي عبارة عن ثمان بيضات وثمان غرامات من السكر والملح وثمان لترات من الخل، وسأل أحد الطنجاويين رئيس الرجاء وهو يهم بمغادرة الملعب: "واش بايعين الماتش للبارصا؟"، لكن رئيس الرجاء لم يرد من شدة الصفعات الثمانية التي انهالت على قفاه، والتي جعلته يؤمن بأن المال لا يصنع الرجال.
لهذه الهزيمة وجه آخر، فقد تبين أن لاعبي الرجاء ومدربهم مغرقون في هوايتهم، بعد أن قاطعوا الندوة الصحفية التي كانت مقررة بعد المباراة، وتركوا عشرات الصحفيين المغاربة والإسبان ينتظرون طلعة "فاخر ووليداتو"، إلى أن نفد صبرهم فانسحبوا في صمت، وغادروا الملعب وهم يحصون بأصابعهم عدد الأهداف التي اخترقت مرمى الرجاء، لكن صحفيا يشتغل مع موقع النادي الكاتالاني ظل يطمئننا ويؤكد بأن أكبر انتصارات البارسا على العرب كانت في وهران، ضد جمعية وهران الجزائرية، حين سحقها برشلونة بعشرة أهداف لصفر، كان ذلك في مايو من سنة 1932، لكن أمام فريق مكون من المعمرين الفرنسيين.
هزائمنا في ملعب السياسة أكبر من أن تصنف في خانة الخسائر المذلة، خاصة حين رفع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الراية البيضاء في وجه الفساد والمفسدين، واستبدل مبدأ "ربط المسؤولية بالحكامة" المنصوص عليه في الدستور المغربي بلازمته "عفا الله عما سلف"، بينما تراجع الفريق الحكومي عن هجومه المبكر حين كشف عن المنتفعين من الريع الاقتصادي قبل أن يتراجع عن كشف لوائح المستفيدين، خوفا من هزيمة سياسية فادحة قبل الانتخابات الجماعية، لاسيما وأن خطة المدرب بنكيران في ملعب السياسة تعتمد على مبدأ "الهجوم على جيوب البسطاء أفضل وسيلة للدفاع عن الاقتصاد المغربي".
غادرنا فريق برشلونة، غير المأسوف عليه، وهو يتأبط شيكا بقيمة مليوني يورو، وأرسل لنا ميسي من خلف زجاج نافذة الحافلة إشارة النصر بسبابته، ولسان حاله يقول لا تقربوا البارسا وأنتم سكارى بالحريرة ومشتقاتها، قلنا آمين فرحم الله رئيس فريق اعرف قدرنفسه ![/size
منقول