بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الأخوة اثناء قرأتي لتاريخ سلطنة عمان وجدت ان سبب تسميته يعود الى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم عليه السلام
وهذا المقال التاريخي الذي قرأته عن تاريخ عمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عمان تاريخ عريق وحاضر مزدهر
إذا كانت مسيرة النهضة المباركة قد أعادت لعمان وجهها الحضاري ودورها النشط في محيطها ، فان ذلك ما كان يمكن أن يحدث لولا القيادة الواعية والمستنيرة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم والأساس الحضاري القوي لعمان الأرض والشعب والذي سرعان ما كشف عن جوهره الأصيل عندما فجر طاقته جلالته - حفظه الله - .
فمن المعروف أن عمان ليست دولة حديثة ، ولكنها دولة قديمة قدم التاريخ ذاته ، و أسهمت في مراحل تاريخية عديدة بنصيب حضاري وافر ، كما كانت في فترات أخرى قوة بحرية سياسية مؤثرة امتدت علاقاتها وصلاتها إلى الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مراحل تاريخية مبكرة واستقبل سفراؤها باحترام في عواصم تلك الدول وغيرها قبل قرون من الزمن.
ومما لاشك فيه أن الخيط الأساسي الذي يمتد عبر حقب التاريخ المختلفة ، ويربط النهضة العمانية الحديثة بمراحل الازدهار التاريخية لعمان ، يتمثل في قدرة القيادة العمانية على تحقيق الوحدة الوطنية، وبناء القوة الذاتية، وإقامة اقتصاد قوي على أساس من الأمن والاستقرار و إدارة السياسة العمانية بحنكة ودراية على المستويات المختلفة .
وقد أدرك جلالته - حفظه الله - هذه الخبرة التاريخية ووظفها بكفاءة واقتدار برغم الظروف والتحديات الكثيرة التي مرت بها المنطقة على مدى ربع القرن الأخير.بينما تشير الدراسات التاريخية إلى الصلات العديدة بين الحضارة العمانية، وحضارة الشرق القديم في الصين والهند وبلاد ما بين النهرين فضلا عن الصلات مع حضارات شرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا، فإن الدور الذي اضطلعت عليه عمان في نشر الدعوة العمانية منذ دخولها طواعية إلى الإسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام هو أوسع بكثير مما هو معروف في كثير من الدوائر، باستثناء الدوائر العلمية المتخصصة.
لقد مثل التاريخ العماني سلسلة متصلة الحلقات أسوة بتاريخ الأمم و الشعوب ذات الحضارة والدور التاريخي الذي يمر بمراحل مختلفة، وبينما لعبت دولة اليعاربة التي ظهرت عام 1624م دورا بارزا في طرد البرتغاليين من السواحل العمانية، والخليج العربي والمحيط الهندي بشكل عام فإن الدولة البوسعيدية التي بدأت على يد مؤسسها الإمام أحمد بن سعيد عام 1744م والتي يمثل جلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله - امتدادا لها استطاعت على مدى قرنين ونصف القرن أن تضع عمان في مصاف الدول القوية و المؤثرة وذلك باستثناء بعض مراحل الضعف أو العزلة أو الخلافات الداخلية والتي تؤدي إلى نوع من الانكفاء الذاتي والوقوع في براثن التخلف والإحباط لأسباب عديدة محلية وإقليمية ودولية كذلك .
أسماءعمان:
عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن ابرز أسمائها (( مجان )) و ((مزون)) و ((عمان)) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد، فاسم ((مجان)) ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية وبحرية عديدة وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم (( ارض مجان)) أما اسم (( مزون )) فإنه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها. وكلمة (( مزون)) مشتقة من كلمة (( المزن)) وهي السحاب والماء الغزير المتدفق . ولعل هذا يفسر قيام ازدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضا.
وبالنسبة لاسم (( عمان )) فإنه ورد في هجرة القبائل العربية
من مكان يطبق عليه عمان في اليمن، كما قيل انها سميت بعمان نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم. وكانت عمان في القديم موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول واشتغل بالزراعة والصيد واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغل بالرعي وتربية الماشية.
المساهمة في نشر الإسلام:
بالنظر للطبيعة السمحة للشعب العماني كانت عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الدين الإسلامي طواعية في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. فقد بعث عليه السلام عمرو بن العاص إلى جيفر وعبد ابني الجلندي بن المستكبر - ملكي عمان آنذاك - يدعوهما إلى الإسلام فاستجابت عمان بقيادة ابني الجلندي و أصبحت منذ ذلك التاريخ واحدة من القلاع الحصينة للإسلام والتي ساعدت على انتشاره في كثير من المناطق خاصة في شرق ووسط أفريقيا.وخلال السنواتالأولى للدعوة الإسلامية ساهمت عمان بدور بارز في حروب الردة التي ظهرت بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. كما شاركت في الفتوحات الإسلامية العظيمة برا وبحرا خاصة في العراق وفارس وبلاد السند بالإضافة إلى المشاركات في الفتوحات الإسلامية لعدد من البلاد الأخرى في المنطقة وخارجها. على أن الإسهام الأبرز لعمان تمثل في قيامها عبر نشاطها التجاري الكبير في شرق أفريقيا خاصة خلال القرن الماضي بالتعريف بالإسلام ونشره في مثير من مناطق وسط أفريقيا التي وصل أيها العمانيون، كما حمل العمانيون الإسلام معهم كذلك إلى الصين والموانئ الأسيوية التي تعاملوا معها وفي نفس الوقت مثل الإسلام والقيم الإسلامية رابطا قويا بين العمانيين حافظوا عليه وتمسكوا به والتفوا حوله.
اليعاربة وطرد البرتغاليين:
في أوائل القرن السادس عشر، وتحديدا في عام 1507م استطاع البرتغاليون أن يسيطروا على أجزاء كبيرة من السواحل العمانية وذلك بعد مقاومة شديدة من العمانيين . وبرغم طبيعة الأوضاع الداخلية في عمان في ذلك الوقت ، إلا أن البرتغاليين أو غيرهم لم يستطيعوا تجاوز بعض المناطق الساحلية المحدودة وظلت مناطق الداخل في عمان بمثابة العمق الاستراتيجي الذي انطلقت منه ومن بعض المناطق الساحلية كصحار حملات المقاومة الوطنية العمانية حتى تم التخلص من الاحتلال البرتغالي بعد نحو قرن ونصف القرن. يمثل تولي الإمام ناصر بن مرشد إماما على عمان في عام 1624م بداية دولة اليعاربة وقد تمكن الإمام ناصر بن مرشد من خلال توحيد البلاد تحت قيادته للمرة الأولى منذ سنوات عديدة وعبر تجهيز أسطول بحري قوي، تمكن من تقليص نفوذ البرتغاليين وتحرير بعض المدن الساحلية منهم وقد واصل الإمام سلطان بن سيف هذه المهمة الجليلة في مطاردة البرتغاليين خاصة وانه توفرت له الكثير من عناصر القوة المادية والعسكرية حتى تمكن من تحرير مسقط عام 1650م وهو ما كان إيذانا بأفول نجم البرتغاليين في منطقة الخليج ككل، جدير بالذكر أن القوات العمانية طاردت البرتغاليين إلى سواحل الهند وشرق أفريقيا.
البوسعيد 225عاما من التحرير إلى بناء دولة عصرية:
تمثل مبايعة الإمام احمد بن سعيد الذي كان واليا على صحار وما حولها في عام 1744م بداية لحقبة جديدة من التاريخ العماني استمرت بمراحلها المختلفة على امتداد المائتين والخمسة والخمسين عاما الأخيرة، وجدير بالذكر أن تولي الإمام أحمد بن سعيد الإمامة في عمان جاء نزولا على رغبة أهل الحل والعقد في عمان في ذلك الوقت بالنظر لمواقفه وشجاعته وبخاصة في تخليص البلاد من الغزاة الفرس وقد تمكن الإمام احمد بن سعيد الذي أسس الدولة البوسعيدية من إعادة توحيد البلاد وإخماد الفتن الداخلية وإنشاء قوة بحرية كبيرة إلى جانب أسطول تجاري ضخم وهو ما أعاد النشاط والحركة التجارية إلى السواحل العمانية كما أعاد لعمان دورها في المنطقة وليس أدل على ذلك من انه أرسل نحو مائة مركب تقودها السفينة الضخمة - الطراد - ((الرحماني)) في عام 1775م إلى شمال الخليج لفك الحصار الذي ضربه الفرس حول البصرة في ذلك الوقت بعد استنجاد والي بغداد وقد تم له ما أراد.
وبعد أن توفي الإمام أحمد بن سعيد في الرستاق سنة 1198هـ/1783م والتي اتخذ منها عاصمة له، خلفه عدد من الأئمة والسلاطين البارزين الذين حافظوا على استمرار حكم أسرة البوسعيد،وفي عهد حفيده حمد(1199هـ/1784م ــ 1206هـ/1792م) انتقلت العاصمة من الرستاق إلى مسقط لتستقر فيها حتى الآن .
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]