أزعجتني النتيجة الكبيرة التي خسر بها المنتخب الاولمبي المصري أمام اليابان بثلاثة أهداف نظيفة في دور الثمانية لمسابقة كرة القدم في الدورة الاولمبية ، والاسوأ من النتيجة، كان المستوى الهزيل والضعيف الذي ظهر به الفريق فردياً وجماعياً ، ومن ناحية الأداء الفني، المتلعثم والبدني المتهالك، والتكتيك الساذج المقروء، فلم نر نجما لعب بنصف مستواه ، وافتقدنا أي لمحة من أي نجم أو شبه نجم في الملعب حتى محمد صلاح وأبوتريكة وأحمد حجازي.. والمؤسف جدا شكل الاهداف اليابانية!
■■ والكارثة بدأت من خطأ أرعن بتعمد الظهير إسلام رمضان - الذي كان لاعبا جيدا بشكل عام من قبل - إستظهار قدراته بمراوغة غير مطلوبة للاعب ياباني ، فخُطفت منه الكرة وتسببت في هدف أضحك العالم على الفريق المصري بعد اصطدام الحارس بقلب الدفاع، والكرة الثانية بخطأ مماثل من نفس اللاعب و تسببت في طرد زميله المدافع سمير سعد ، وهذين خطأين قتلا طموح ومعنويات المنتخب المصري .
■■ أما عن باقي سيناريو المباراة التي خرجت عن تحكم المدير الفني هاني رمزي ، فلم يملك لاعبو الفريق تعويض فارق الهدف الواحد وتساقطوا تباعاً بدنيا وذهنيا ، فكان من الطبيعي أن يدخل مرماهم الهدفين التاليين وربما أكثر .. وربما ما يثير الغيظ والتساؤلات أن الهدفين جاءا من أخطاء متكررة طبق الأصل في كل دفاعات الفرق المصرية أندية ومنتخبات .. وهى ضعف التفاعل مع الكرات المرفوعة في منطقة الجزاء المصرية .
■■ هذه الخسارة بصراحة شوهت المستوى والعروض الجيدة للمنتخب المصري في مرحلة المجموعات ، وأساءت للسمعة الجيدة التي كان قد حققها ، كأفضل منتخب عربي بشكل عام ، بنجاحه في التأهل إلى دور الثمانية، وعروضه الكبيرة أمام البرازيل ونيوزيلندا وفوزه الكبير على بيلا روسيا ، ولكنه في النهاية خرج من دور الثمانية وودع الدورة بشكل حزين كأسوأ فريق عربي تلقى مثل هذه الهزيمة !
■■ .. وبالطبع أنا أعذر كافة عناصر منظومة الكرة المصرية التي تعاني من الظروف الداخلية الخاصة وإيقاف المنافسات المحلية ، ولكن رغم كل شيء ، كان يمكن بمزيد من الإعداد الخاص لمباراة اليابان نفسياً وفنيا وبدنياً ، والحذر التكتيكي من المدرب واللاعبين خلال مراحل المباراة المختلفة، أن يتم تجنب مثل هذه الكارثة الفنية بهذه الخسارة الثقيلة ، وهي درس لكافة الاندية والمنتخبات المصرية ان تصلح بعض الأخطاء الدفاعية الملازمة لها وأن تعود لقدرتها المشهودة على الانضباط التكتيكي ومنح الاحترام المناسب لأي فريق دون تفرقة بين البرازيل واليابان .
منقول