Admin Admin
عدد المساهمات : 672 تاريخ التسجيل : 12/08/2012 العمر : 66 الموقع : الموقع الرسمي لعشائر الجشعم وحلافائهم
| موضوع: عشائر العبيرو ليسوا العبرانيين الإثنين مارس 11, 2013 6:34 am | |
| العبيرو ليسوا العبرانيين
مصطفى إنشاصي
من المعلومات التاريخية التي يرددها السواد الأعظم من الكتاب كلما تحدثوا عن تاريخ فلسطين، أو عن تاريخ بني إسرائيل، وخاصة سيدنا داود عليه السلام، مما ينقلونه من التوراة المحرفة والمزورة وما فيها من اتهامات لا أخلاقية وسخافات وافتراءات وأكاذيب ليس فقط لا تليق بنبي أو رسول ولكنها تتنافى والفطرة السوية لعامة الوثنيين، فما بالك بأنبياء ورسل الله عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم؟! تلك المعلومات التي ينقلونها وبكم زائد عن الحد دون أن تنفر نفس الناقل من مضامينها وأبعادها وهو ينقل عن نبي أو رسول، ودون مراعاة لأدب أو تنويه من الكاتب بأنه ينزه الأنبياء والرسل عن تلك السخافات والافتراءات والأكاذيب، وأنه اضطر إلى نقل تلك النصوص كما جاءت في كتاب اليهود (التوراة) لضرورات التوثيق أو تبيان الحقيقة، أو لكيفية تناول كتبة التوراة وتشويههم لتاريخ الأنبياء والرسل من أجل خدمة أهداف وغايات دنيوية لا علاقة لها بحقيقة دعوة رسل بني إسرائيل وتاريخهم أو أخلاقهم.
العابيرو ليسوا العبريين
ومن تلك المعلومات والأخطاء التاريخية والخلط في الحقائق دون التمحيص لها لتبين عدم صحتها، خلطهم بين بني إسرائيل وقبائل العابيرو التي لم يكن لها موطن محدد، وكانت تعيش على السرقات وقطع الطريق، وتعمل لمن يدفع لها ليتقي شرها أو ليخلصوه من أعداء له، اتهامهم كذباً لنبي الله داود إلى جانب اتهامات كثيرة لا تصح في نبي مرسل من الله تعالى، واتهامهم سيدنا داود أنه انضم للعبيرو وأنه كان قاطع طريق، ولا يلفت انتباههم وهم يسوقون تلك المعلومات نقلاً عن التوراة وعلى أنها حقائق تاريخية أن العبيرو الذين لجأ لهم سيدنا داود ليسوا من بني إسرائيل؛ ولا ينتبهوا لذلك ويخلطوا بينهما لمجرد اشتراكهما في الأصل العرقي، حيث أنهما من نفس القبيلة العربية، ولكن العبيرو ليسوا أحفاد سيدنا إبراهيم عليه السلام! تلك المعلومة لم ألتفت لها إلا وأنا أحقق في: مَنْ يكون فرعون سيدنا موسى عليه السلام، خاصة وأن علماء الآثار الغربيين وبعض العرب والمسلمين جعلوا له أكثر من فرعون، فهناك مَنْ جعل له فرعونين وآخر ثلاثة وقد وصل الأمر بالبعض أن جعل له أربعة فراعنة، من أجل أن يتوافق ذلك وينسجم مع روايات التوراة المحرفة عن خروج بني إسرائيل من مصر، في الوقت الذي لم يذكر القرآن الكريم لموسى غير فرعون واحد، ولد في عهده ومات غرقاً وهو يطارد موسى وبني إسرائل!. وقد كتبت أيامها:
جاء في كتب الآثار التي تحدثت عن تاريخ مصر والمنطقة قديماً: يوجد في الوثائق المصرية القديمة الهيروغليفية معلومات تشير إلى أنه قد وُجد بمصر على فترات متباعدة من الزمن من قبل زمن الهكسوس تقريباً؛ فئة أو أقوام من العاملين أو المرتزقة وقطاع الطرق عُرفت باسم الخابيرو والعبيرو والأبيرو والهابيرو Apiru أو هابيروHabiru أو HapirK – كلها تسميات لفئة واحدة- وقد قاموا بأعمال سُخرة في مصر وبناء المدن المذكورة في التوراة على أن بُناتها بني إسرائيل أيام استعباد فرعون لهم، وغيرها. لا ينتمون إلى السكان المحليين ولا توجد لهم هوية في طبقة من المجتمع وليس لهم عمل واحد ولا وضع واحد. وقد أشير بهذا الاسم إلى عمال البناء والعمال الزراعيين وعمال قطف العنب … الخ. وهؤلاء القوم مُختلف على أصلهم بين علماء الآثار والمؤرخين، من أين أتوا؟ عسيرة حقاً الإجابة عن هذا.
رأى البعض صحة أو خطأ أنهم العبريون. ومع أن هؤلاء العبيرو مذكورين في أكثر من مكان غير مصر وخاصة بلاد الشام، وأنهم مذكورين في التاريخ القديم قبل تشكل بني إسرائيل في جماعة واحدة تُعرف باسمهم. إلا أنهم يجزمون أنهم هم العبريون بحسب نص التوراة أو الأبيرو (حسب النصوص الهيروغليفية) الذين سخرهم فرعون في الأعمال الكبرى التي أمر بها.
وهناك شبه إجماع بين علماء الآثار على أن الخابيرو تسمية تطلق على فئة من الناس كانت خليط من قبائل مختلفة أشهرها الآراميين، ليس لها موطن، وكانت تعتمد في حياتها على الإغارة وقطع الطريق، وكانت مرتزقة بالمعنى الحديث للكلمة أي ممكن أن تقاتل مع من يدفع لها. وكان الفراعنة وأمراء بلاد الشام أوقات يدفعون لهم ليأمنوا شرهم، وكانوا يجوبون الأرض بين بلاد الشام ومصر. وترى التوراة أن داود عندما فر من جيش طالوت استعان بهم في قتاله.
تصويب الخطأ
بتقديري أن السواد الأعظم من علماء الآثار قد خلطوا بين تاريخ الخابيرو المذكورين في الوثائق المصرية القديمة، وبين كلمة عبرو أو عبرانيين التي كانت تطلق على بني إسرائيل آنذاك. واعتبروا أن كل الإسرائيليين عبرانيين وليس كل العبرانيين إسرائيليين. وبناء عليه ربطوا تاريخ الإسرائيليين في دخولهم لمصر وخروجهم منها بتاريخ الخابيرو، ولم يفصلوا بينهما، لذلك لم يستطيعوا الفصل بين الجماعتين، وربطوا بينهما في الحل والترحال. فاختلفت الآراء.
أَما ونحن نحاول أن نقدم قراءة جديدة لتاريخ سيدنا إبراهيم وأحفاده من خلال رؤية قرآنية، فقد فصلنا بينهم وبين غيرهم من الجماعات التي عاصرتهم أو قد تكون صاحبتهم في مسيرة ترحالهم الطويلة، وخاصة الخابيرو، واعتبرنا أن بني إسرائيل جماعة لها تاريخها المستقل عن غيرها ممن يتشابهون معهم في الأسماء أو يشتركون معهم في الأصل العرقي، لذلك لم نعتبر – كعلماء الآثار- أن هجرة سيدنا إبراهيم من العراق كانت جزء من هجرة كبيرة، حتى وإن ثبت أن سيدنا إبراهيم هاجر مُتبعاً طريق القوافل مع جماعة كبيرة كانت متجهة إلى حَرّان أو فلسطين. لأن هجرة سيدنا إبراهيم ومن آمن معه كانت هجرة إيمان وعقيدة، وبأمر من الله تعالى إلى أرض محددة (الأرض التي باركنا فيها للعالمين)، وليست هجرة عشوائية لقبيلة تبحث عن أرض يمكن لها أن تضع رحالها عليها وتستقر وتعيش فيها، ولأنه لا علاقة لهجرة سيدنا إبراهيم ببقية الركب إن ثبت أنه كان معهم ركب آخر لا في حِلهم ولا ترحالهم إلا بما يخدم دعوته أو وجهته التي أمره الله تعالى بالتوجه إليها الأرض المباركة.
ونفس الأمر ينطبق على خروج سيدنا يعقوب وبنيه من فلسطين وانتقالهم ودخول مصر أيام سيدنا يوسف، لم يكن له علاقة بدخول الهكسوس أو قبائل الخبيرو أو العابيرو إلى مصر أو خروجهم منها، حتى وإن ثبت أنهم رافقوا بعضهم في طريق انتقالهم إلى مصر فقط، لأنه يستحيل أن يكونوا رافقوا أحد سواء من الهكسوس أو قبائل الخابيرو أو العابيرو أثناء خروجهم (بني إسرائيل) من مصر، لأن خروجهم لم يتزامن مع خروج الهكسوس الذي سبق خروجهم بنحو ثلاثمائة سنة، وإن ثبت يوماً ما تاريخياً أن خروج بني إسرائيل تزامن مع خروج قبائل أخرى من العبيرو من مصر، فلا يعني ذلك أنهم رافقوهم في سيرهم وسلكوا معهم نفس الطريق! لأن بني إسرائيل كان لهم خصوصية اختصهم بها رب العالمين لحمل الرسالة، وليكون منهم الأنبياء والرُسل، وقد كان خروجهم من مصر هرباً من فرعون وقومه هروب إيمان وعقيدة، تلاه أحداث خصت بني إسرائيل وحدهم دون غيرهم لها علاقة بعقيدتهم ودعوتهم الإلهية، فيستحيل أن يكون معهم في ذلك الخروج قبائل أخرى.
ولذلك نقول ونحن مطمئنين لأننا لا نلهث وراء إثبات صحة هذه الرواية أو تلك مثل الآخرين: إن الذي أوقع علماء الآثار في الخطأ والخلط؛ أنهم ربطوا تاريخ بني إسرائيل في حِلهم وترحالهم، بدء من هجرة سيدنا إبراهيم للعراق، مروراً بدخول سيدنا يعقوب وبنيه مصر وخروجهم منها أيام سيدنا موسى بغيرهم من القبائل وخاصة قبائل الخبيرو!! والذي زاد من الخطأ والخلط أن علماء الآثار والراجح في التوراة أن سيدا إبراهيم يرجع نسبه إلى الآراميين، وعليه يكون الأصل العرقي لبني إسرائيل أو العبرانيين الذين يقصد بهم مَنْ عبر النهر أو الصحراء مع سيدنا إبراهيم يعود إلى قبيلة الآراميين العربية. وأن السواد الأعظم من قبائل الخابيرو أو العابيرو التي بدأت تجوب المنطقة بكاملها إلى مصر منذ ما قبل الألف الثاني قبل الميلاد، وكانوا مرتزقة وقطاع طرق وقد استقروا أخيراً في جنوب فلسطين وشرق الأردن، يرجعون في أصلهم العرقي إلى الآراميين أيضاً.
من هنا قد يكون جاء الخلط والخطأ في الغالب | |
|