اعتنى الإغريق بالأدب
نقل الإغريق عن الفينيقيين الحروف الهجائية وزادواعليها حروفًا متحركة وقد ساعدهم ذلك في تسجيل الكثير من أعمالهم الأدبية التي نظموها شعرًا ونثرًا والتي تناولت موضوعات تتصل بوجه خاص بأخبار حروبهم وقصص أبطالهم وأساطيرهم الدينية. وقد فقد جانب كبير من هذه الأعمال الأدبية ولم يتبق لنا سوى شذرات منها. وكان من أشهر شعراء الإغريق وأقدمهم الشاعر " هوميروس" الذي نظم في القرن التاسع قبل الميلاد ملحمتين رائعتين هما :الألياذه والأوديسه، وتدور أشعارهما حول شخصيات أسطورية قامت بأعمال بطولية في حروب الإغريق مع طروادة. وقد اتجه معظم كتاب وشعراء الإغريق نحو المسرح وخاصةً نحو المسرح التراجيدي أي الأحداث المأساوية ومن أشهر شعراء التراجيديا " سوفوكليس" الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، والذي اشتهر بمسرحية" أنتيجوني" وهي تصور الصراع الذي يدور في صدر البطل بين الولاء للصديق والولاء للوطن وتنتهي القصة بأن الجندي يجب أن يكون ولاؤه لشيء واحد فقط هو أوامر قائده. ومن أشهر من كتبوا في الكوميديا أي الروايات التهكمية والهزليه "أريستوفانس" الذي عاش في القرن الخامس وأوائل القرن الرابع ق.م وتخصص في الهجوم على الساسة وقادة الحرب، وقد بلغ من حرية الفكر وقتذاك أن أظهر " أريستوفانس " على المسرح قادة أثينا الكبار في صورة مضحكة. ومما هو جدير بالذكر أن " بركليس " خصص مبلغًا من مال الدولة ليحل محل ما يدفعه الموالطنون أجرًا لمشاهدة ما يعرض من المسرحيات وما يقدم من الألعاب الرياضية في الأعياد والاحتفالات، وكانت حجته في ذلك أن تلك المسرحيات والألعاب يجب ألا تكون ترفًا تختص به الطبقات الثرية وحدها إذ هي تهدف في نظره إلى رفع المستوى الثقافي والاجتماعي لكافة السكان.