سبحان الله كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة واحترقت كبد يتيم وجرت دمعة مسكين ، كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون ،ولتعلمن نبأه بعد حين . ما ابيض لون رغيفهم حتى اسود لون ضعيفهم ، وما سمنت أجسامهم حتى انتحلت أجسام ما استأثروا عليه .لا تحتقر دعاء المظلوم فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك .
ويحك نبال أدعيته مصيبة وإن تأخر الوقت .قوسه قلبه المقروح ، ووتره سواد الليل ، وأستاذه صاحب لأنصرنك ولو بعد حين وقد رأيت ولكن لست تعتبر . احذر عداوة من ينام وطرفه باك يقلب وجهه في السماء يرمي سهاما ما لها غرض سوى الأحشاء منك فربما ولعلها إذا كانت راحة اللذة تثمر ثمرة العقوبة لم يحسن تناولها . ما تساوي لذة سنة غم ساعة فكيف والأمر بالعكس . كم في يم الغرور من تمساح فاحذر يا غائص ستعلم أيها الغريم قصتك عند علق الغرماء بك . إذا التقى كل ذي دين وماطلة ستعلم ليلى أي دين تداينت .
من لم يتتبع بمنقاش العدل شوك الظلم من ايدي التصرف أثر ما لا يؤمن تعديه إلى القلب . يا ارباب الدول لا تعربدوا في سكر القدرة فصاحب الشرطة بالمرصاد. سليمان الحكم قد حبس عاصف العقوبة في حصن فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا وأجرى رحا الرخا لئلا يكون للناس على الله حجة فلو هبت سموم الجزاء من مهب ولئن مستهم نفحة قلعت سكرى إنما نملي لهم فإذا طوفان التلف ينادي فيهم لا عاصم اليوم من امر الله فالحذر ان تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وأنت أيهاالمظلوم فتذكر من أين أتيت فإنك لا تلقى كدرا إلا من طريق جناية إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم. وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم . كان يشوب الماء باللبن فجاء سيل فذهب بالغنم فجعل يبكي فهتف به هاتف اجتمعت تلك القطرات فصارت سيلا ولسان الجزاء ينادية يداك أوقدتا وفوك نفخ اذكر غفلتك عن الأمر والأمر وقت الكسب . ولا تنس إطراح التقوى عند معاملة الخلق فإذا انقض غاصب فسمعت صوت سوطه يضرب عقد المكسب جزاء لخيانته العقود فلا تستعظم ذاكفأنت الجاني والبادي أظلم .