تزينت الجنة للخطاب فجدوا في تحصيل المهور . تعرّف رب العزة للمحبين فعملوا على اللقاء وأنت مشغول بالجيف . مايساوي ربع الدينار خجل الفضيحة فكيف بألم القطع . المعرفة بساط لا يطأ عليه إلا مقرب ، والمحبة نشيد لا يطرب عليه إلا محب مغرم ، والحب غدير في صحراء ليس له جادة فلهذا قل ورّاده . المحب يهرب الى العزلة والخلوة بمحبوبه والتعلق بذكره كهرب الحوت الى الماء والطفل الى أمه .
وأخرج من بين البيوت لعلني
أحدث عنك النفس بالسر خاليا
للنفس حظ وعليها حق فلا تميلوا كل الميل ، وزنوا بالقسطاس المستقيم وان رأيتم منها فتوراً فأضربوها بسوط الهجر في المضاجع فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا . أرفقوا بمطايا الأبدان فقد ألفت الترف ولاتضاروهن لتضيقوا عليهن . ان هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تحملوا على النفوس فوق الطاقة الى أن تتمكن المحبة فلها حينئذ حكمها . شراب الهوى حلو ولكنه يورث الشرق . من تذكر خنق الفخ هان عليه هجران الحبة . يامعرقلاً في شرك الهوى حموة عزم وقد خرقت الشبكة لابد من نفوذ القدر فأجنح للسلم ، أي تصرف بقى لك في قلبك وهو بين أصبعين . يامنقطعين عن القوم سيروا في بادية الدجى وأنتحوا بوادي الذل فإذا فتح باب للواصلين فدونكم فأهجموا هجوم اللوانين وابسطوا أكف وتصدق علينا لعل هاتف الرحمة يقول لا تثريب ( لله ملكالسموات والأرض ) واستقرض منك حبة فبخلت بها وخلق سبعة أبحر ، وأستقرض دمعة فقحطت عينك بها . اطلاق البصر ينقش في القلب صورة المنظور ، والقلب كعبة ومايرضى المعبود بمزاحمة الأصنام . لذات الدنيا كسوداء وقد غلبت عليك والحور العين يعجبن من سوء اختيارك عليهن ، غير أن زوبعة الهوى اذا ثارت سفت في عين البصيرة فخفيت الجادة . تدور عينك على المحرمات كأنك قد ضاع منك شئ ، ورواحل همتك في الهوى ماتحمل لها قتب . ان قهر نفسك حب الفاني فذكرها العيش الباقي فان أبت إلا بيع الغبن فأحجر عليها حجر السفيه وغط بصر باشقك الى أن ينسى مارأى ، وأغسل باطن عينيك بطهور المدامع ، وكلما تذكرت ماأبصرت فأطرق بدمعة لعل فرط البكاء يدفع فساد البصر فيصلح لرؤية الحبيب .